سيطري على شهيتك...ولا تفقدي سيطرتك في تناول الكثير من الأطعمة اللذيذة !! تعتبر تلك المشكلة خطيرة، لأن ذلك النوع من الأطعمة يحتوي على السكر ونتناوله حتى لو لم نكن نشعر بالجوع. لكن ما
سبب ذلك؟ في البداية ينبغي أن نلاحظ متى يحصل ذلك، حوالى السادسة أو السابعة مساءً، بعد العودةمن العمل، عندما نكون متعبين وجائعين قليلاً فيبحث جسمنا عن مصدر سريع للحصول على الطاقة، ما يدفعنا إلى اختيار أي شيء نجده في متناولنا: سكاكر، قطعة حلوى صغيرة، شوكولا، بسكويت... بالتالي يمكن القول إن ذلك يتعلق برد فعل فيزيولوجي على الجوع أو على التعب. المشكلة هي أن تلك الأطعمة تشتمل بشكل رئيس على السكريات أو على خليط من السكريات والدهون، ما يدفعنا إلى تناول كمية كبيرة منها قبل أن نشعر بالشبع، بالإضافة إلى أننا نتناولها مباشرة وبسرعة. إذا أرخى تعب اليوم بثقله علينا، لا شك في أننا سنقضي على العلبة بكاملها.
أفكار خاطئة : يشير الاختصاصيون في مجال الحمية إلى أن الجسم يبحث عن طريقة لتشكيل نواقل عصبية كالأندورفينات تمد المرء بالشعور بالراحة والسعادة، فيصبح الطعام الذي نصبُّ عليه جام غضبنا ويمنحنا بدوره المتعة مصدر بهجة بالنسبة إلينا، ويجعل جسمنا يفرز هورمونات معينة.
ثمة في المقابل حالات أخرى نمنع فيها أنفسنا طوعيًّا أو لاإراديًّا عن أطعمة معينة. تلك هي الحال عندما لا نحصل على وقت كافٍ لتناول طعام الفطور أو عندما نلتهم سندويشاً صغيراً عند الغداء أو إذا كنا نتبع حمية قاسية جداً. عندما لا يحصل الجسم على كمية كافية من الطاقة، يحاول أن يحصل عليها في أول فرصة سانحة. عندما يجد نفسه أمام طعام يمده بالسعادة أيضاً لن يرغب في الامتناع عن تناوله ولن يستطيع التوقّف في حال تناول قطعة، فتتضاعف رغبته في تناول الطعام وتزيد معها متعته.
تمتنع اليوم معظم النساء قصدا وعن معرفة عن أطعمة معينة لأنهن يدركن أنها تزيدهن وزناً. نفسيًّا، سيسبب لهن ذلك حالة من الضيق والكبت، وفي اليوم الذي يسمحن فيه لأنفسهن بتناول نوع معين من الطعام سبق أن امتنعن عنه، لن يكون بإمكانهن الاكتفاء، فيتناولن العلبة بكاملها ويقلن في أنفسهن بأنهن لن يحظين بتلك الفرصة مجدداً عما قريب.
يحصل الأمر نفسه عندما نحلم بتناول البوظة مثلاً، لكننا نختار عوضاً عن ذلك تناول كوب لبن خالٍ من الدسم بحجة أن ذلك سيساعدنا أكثر في الحفاظ على رشاقتنا. في تلك الحالة لا تشعر حواسنا بالرضى، وذلك ينطبق على دماغنا أيضاً. نتيجةً لذلك، نتناول كوباً آخر وآخر لكننا نعجز عن التخلّص من رغبتنا الملحة في تناول البوظة. في نهاية المطاف، نعمد إلى تناول البوظة التي نحلم بها، وذلك أسوأ ما في الأمر، لأننا نكون حصلنا على عدد من السعرات الحرارية أكبر بكثير من ذلك الذي كان من الممكن أن نحصل عليه لو أننا سمحنا لأنفسنا بتناول البوظة منذ البداية.
هل من حل لتلك المشكلة؟ طبعاً، والأهم هو ألا يحرم المرء نفسه من أي شيء على المدى الطويل وألا يمتنع أبداً بشكل كامل عن تناول نوع معيّن من الأطعمة. كذلك، عليه أن يتناول وجباته بانتظام (3 إلى 4 وجبات صحية يومياً)، وألا يستبدل الغداء بعلبة من البسكويت أو يتناول الجبنة قبل المباشرة بالوجبة الأساسية.
تركيز : تتمثل القاعدة الذهبية في هذا السياق بعدم القيام بأي أمر آخر أثناء تناول الطعام (عدم مشاهدة التلفزيون أو العمل على الكمبيوتر)، خذ وقتك واستمتع بما تتناوله. إذا كانت تراودك الرغبة في تناول الأطعمة التي تحتوي على السكر مساءً بعد العودة من العمل، استبق موعد تناول الوجبات من خلال الاحتفاظ دائماً بوجبة جاهزة، فضلاً عن تجنّب تناول القليل من كل شيء أثناء تحضير الطعام.
تفكير : اشترِ بكميات صغيرة أطعمة يمكن أن تشعر بالضعف تجاهها حتى لو لم يمثّل ذلك حلاً جذرياً للمشكلة. ذلك ما تبين من خلال دراسة أجريت على رقائق البطاطا من نوع Pringle الموضوعة في علبة مستطيلة. مع العلبة المستطيلة التقليدية، يتناول المرء 21 رقاقة بطاطا كمعدّل عام. إذا كانت واحدة من كل 10 ملوّنة بالأحمر، لن يتناول إلا 14، أما إذا كانت واحدة من كل 5 ملوّنة بالأحمر فلن يتناول إلا 7. السبب بسيط جداً، يلفت تغيّر اللون الانتباه، فيصدر الدماغ أمراً ذاتياً بالتوقّف. عندما توضع حدود للعينين والدماغ (ألوان، علبة تتألف من طبقات معينة، أطباق أو حصص فردية) يتوقف هذا الأخير عن مسيرته وانفلاته...
أن يسكب المرء مزيدا من الطعام في طبقه الكبير أسهل من أن يفتح علبة جديدة أو طبقاً فردياً جديداً، لأن تلك الفرصة تمكّنه من أن يتساءل ما إذا كان ما زال يشعر بالجوع فعلاً. يكمن الهدف في أن يتخذ قرارا: الاستمرار في تناول الطعام أو رفض ذلك.
4 حيل لتفادي الشهية الزائدة
عدم فتح علبة جديدة من البسكويت، إذا كنت تشعر بقليل من التعب أو بقرصة جوع خفيفة.
إشرب فنجاناً من المشروبات الساخنة بنكهة الفواكه إلى جانب قطعة صغيرة من البسكويت أو الشوكولا، بذلك تحوِّل انتباهك عن الشوكولا بحد ذاته فيصبح شيئًا لذيذاً تتناوله إلى جانب تلك المشروبات.
أغمض عينيك وأنت تتناول الطعام، فتركِّز على حاسة الذوق وتتمكن من تمييز النكهات بشكل أفضل. بذلك لا يعود دماغك خاضعاً لتجربة تناول الأطعمة اللذيذة لمجرد أنه يراها أمامه.
صفّ لنفسك النكهات التي تحصل عليها من خلال الطعام، تشعرك لقمة واحدة تتناولها ببطء وبلذّة بالشبع أكثر من تناول قضمات عدة بسرعة.