آخر عمود ...إبراهـيم سـعده إبعاد المرأة إشفاقاً‮ ‬عليها‮!‬

ظهرت حركة المحافظين وليس فيها امرأة واحدة‮! ‬وها أنذا أقول للدكتور عصام شرف ـ الذي تم اختياره عن طريق شباب وشابات الثورة،‮ ‬ومن جموع الشعب رجالا ونساء في ميدان التحرير‮: »‬ما كانش العشم يا دكتور شرف‮«.‬
بهذه الكلمات بدأت الكاتبة المبدعة الأستاذة حُسن شاه في التعبير عن صدمتها في عدم اختيار إحدي سيدات مصر لتصبح أول محافظة في مصر‮. ‬وأضافت كاتبتنا المتألقة دائما في إحدي فقرات‮ »‬يومياتها‮« ‬ـ المنشورة يوم الخميس الماضي في‮ »‬الأخبار‮« ‬ـ قائلة‮: ‬إن المفاجأة المؤسفة هي ما أعلنه السيد وزير التنمية الإدارية من أن السبب في عدم اختيار المرأة في هذه الحركة هو الإشفاق عليها‮.. ‬وهو عذر أقبح من ذنب‮! ‬وعلقت‮ »‬حُسن شاه‮« ‬علي تبرير الوزير فسألته‮: »‬من الذي أعطاك الحق في أن تشفق علي المرأة ويكون نتيجة هذا الاشفاق أن تحرمها من منصب تستحقه‮.. ‬ووصلت من قبله إلي مناصب أعلي منه مثل‮: ‬سفيرة ووزيرة؟‮! ‬ولم تنتظر الكاتبة الكبيرة رداً‮ ‬من وزير التنمية الإدارية،‮ ‬وإنما وصفت تبريره بأنه‮ »‬نفس الحجة التي ترددها النظم الاستعمارية عندما تتحدث عن الشعوب التي تحتل بلادها،‮ ‬وهي نفس الحجة المستهجنة التي رددها رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف وهو يتحدث عن الشعب المصري وعدم استعداده للحكم الديمقراطي‮«!‬
وكان الدكتور محمد البرادعي،‮ ‬المرشح المحتمل للرئاسة،‮ ‬قد انتقد ـ أيضا ـ‮ ‬غياب المرأة عن حركة المحافظين الجديدة قائلا‮: »‬لا توجد امرأة واحدة بين ‮٧٢ ‬محافظا،‮ ‬يبدو أن مبدأ المواطنة والمساواة لا ينطبق علي النساء‮«.‬
ما قاله الدكتور محمد البرادعي ـ بحق ـ وجد ردوداً‮ ‬عليه في كل الصحف والمواقع الإلكترونية التي نشرته‮. ‬تعليقات مؤيدة وأخري معارضة‮. ‬المعارضون لرأي البرادعي انقسموا بدورهم،‮ ‬البعض ركز علي تفنيد رأيه برأي آخر،‮ ‬والبعض الآخر ـ للأسف الشديد ـ استهدف شخص الدكتور محمد البرادعي طعناً،‮ ‬وهجوماً،‮ ‬واتهاماً،‮ ‬بألفاظ بذيئة ويدهشني أن مواقع‮ »‬النت‮« ‬سمحت بنشرها والتسبب في إيذاء عيون وآذان من قرأوها وسمعوها‮.‬
وأظن أن القارئ العزيز لا ينتظر مني أن أقوم بدور‮ »‬ناقل الكفر‮«‬،‮ ‬فأعيد نشر هذه البذاءات حتي ولو بهدف الكشف عن انحدار القيم وتدهور أدب الحوار كظاهرة كئيبة تزداد مع مرور الأيام اتساعا وانتشارا في وسائل الإعلام‮: ‬المقروء،‮ ‬والمسموع،‮ ‬والمرئي‮.‬
بعيداً‮ ‬عن تلك التعليقات المستهجنة،‮ ‬اخترت تعليقاً‮ ‬لا يحمل قذفاً‮ ‬ولا سباً‮ ‬في شخص أحد رموز مصر علي مستوي قارات الدنيا الخمس،‮ ‬وإنما‮ ‬يؤيد ما قاله د‮. ‬البرادعي،‮ ‬من جهة،‮ ‬ويقدم رأياً‮ ‬وموقفاً‮ ‬لوجهة نظر نسبة كبيرة من سيدات مصر المثقفات الناشطات في المطالبة بحقوقها‮. ‬صاحبة الرسالة هي‮: ‬الأستاذة الدكتورة نفيسة زهران محمد،‮ ‬وقرأتها علي موقع‮ »‬بوابة الأهرام‮« ‬تحت عنوان‮: »‬أول مرشح للرئاسة يمد يده في عش الدبابير‮«. ‬كتبت الأستاذة الدكتورة نفيسة زهران محمد،‮ ‬تخاطب د‮. ‬البرادعي قائلة‮:‬
ـ لعلمك الكل يخشي التيارات الإسلامية،‮ ‬وبرغم ذلك فالنساء ـ عدا المعيز ـ يستطعن إنجاح من يردن وإسقاط من يردن‮. ‬المرجو منك في الأيام القادمة ألا تقف مكتوف اليد إزاء محاولات التيارات الإسلامية استغلال حالة‮ »‬اللخبطة السياسية‮« ‬في البلاد،‮ ‬وانشغال الجميع بسفاهات لتمرير ذوات الأهميات بالنسبة لها،‮ ‬مثل تمرير‮ »‬قانون الباجة للأحوال الشخصية‮«. ‬هذا القانون السلفي الوهابي الذي يلغي الخلع،‮ ‬ويعيد شرطة الطاعة التي تعيد الزوجة الكارهة لزوجها بالقوة ليغتصبها،‮ ‬كأنها جسد ميت بلا روح أو إرادة أو إحساس أو حقوق إنسانية‮. ‬وهذا القانون أيضا يعطي للأب حق اصطحاب المحضون إلي زوجة الأب اسبوعا أو شهوراً‮ ‬أو حتي لليلة واحدة لتعذب الطفل وقلب الأم فتتنازل عن حق الطفل في النفقة نظير أن يتنازل الأب عن حقه في اصطحاب أبنائه لزوجة الأب لتعذيبهم‮. ‬إننا أيها الرجل المستنير نريد ألا يقل حق المرأة في أي دستور قادم عما يشرحه النص‮].‬
بقدر سعادتي بما كتبته الأستاذة الدكتورة،‮ ‬بقدر إشفاقي عليها مما ينتظرها من تعليقات أنصار قهر المرأة ورافضي حقوقها‮.‬