أريد حلا !!المجرم الذي اغتصبني?

عزيزتي حُسْن شاه‮:‬
سوف اروي لك قصتي التي قد تنتهي بي وبأمي‮ ‬وخطيبي علي حبل المشنقة‮.. ‬أو في احسن الاحوال بالحكم علينا بالسجن المشدد‮.‬
وأبدأ الحكاية الحزينة بأن اعترف لك مباشرة بانني تعرضت لحادث اغتصاب بشع‮.. ‬ومما يزيد من بشاعته ان مرتكب الجريمة هو زوج امي‮. ‬ونحن يا سيدتي من اصول صعيدية‮.. ‬ومن احدي قري الصعيد النائية‮.. ‬ومن ثقافتنا المستقرة في دمائنا الاخذ بالثأر من كل من يمس اعراضنا‮.. ‬وقد دبرنا انا وامي وخطيبي خطة لقتل المجرم الذي اعتدي علي شرفي‮.. ‬وخان الامانة والحرمات‮.. ‬فقد كان في موقع الولي بالنسبة لي‮.. ‬وبمثابة الاب‮.. ‬وقد دخل وعاش في بيتنا بصورة شرعية باعتباره الرجل الذي تزوجته امي بعد وفاة ابي‮.. ‬ورغم انني وامي وخطيبي منذ ايام ونحن نخطط لقتل هذا المجرم إلا انني كلما اقترب موعد التنفيذ اشعر بالقلق ليس فقط بسبب ما ينتظرنا من عقاب اذا ما انكشف امرنا‮.. ‬وانما خوفي الاكبر هو من انفجار الفضيحة‮.. ‬وان يبلغ‮ ‬اهلنا في القرية ما نحاول ان نستره من فضيحة واخشي ايضا ما سوف تتعرض له امي وانا معها من مهانة في التحقيقات ثم من حياة قاسية في السجن وما سوف يتعرض له خطيبي من محاكمة قد تقوده الي حبل المشنقة‮.. ‬وما قد تتعرض له اختي الصغري من معاناة عندما ندخل السجن ونتركها وحيدة في الحياة واحيانا ما افكر في النكوص وعدم تنفيذ خطة القتل‮.. ‬لكن امي وخطيبي مصممان علي الانتقام والثأر‮.. ‬وهو ما يدفعني للكتابة إليك لاسألك‮.. ‬هل هناك حل آخر سوي القتل؟
وانا يا سيدتي تلميذة في السنة الثانية ثانوي‮.. ‬في السابعة عشرة من عمري‮.. ‬وقد عشت انا وامي وشقيقتي الصغري حياة مطمئنة في ظل والدي الانسان الطيب الكريم الذي جاء من قريته في الصعيد للبحث عن لقمة العيش الشريف في القاهرة فوجد وظيفة صغيرة في احدي المصالح الحكومية‮.. ‬وعندما استقر به الحال سافر إلي قريته وتزوج من امي الصعيدية وعاد الي مصر وعندما جئت إلي الدنيا وشقيقتي الاصغر ولم يعد مرتب الوظيفة يكفي كان علي والدي ان يبحث عن عمل في احد المقاهي ليلا‮.. ‬وكان رغم مرضه يعمل منذ الصباح حتي فجر اليوم التالي‮.. ‬فقد كان يحلم لي ولأختي احلاما كبيرة‮.. ‬كان يريدنا ان ننتهي من تعليمنا العالي وان يرانا في مراكز محترمة مثل مدرسة أو محامية أو مذيعة‮.. ‬ولكن قلبه خانه ولم يتحمل الجهد الذي كان يبذله من اجل ان يوفر لنا مستقبلا آمنا‮.. ‬وفي ليلة حزينة جاء بعض زملائه ورواد المقهي وهم يحملون جثته بعد ان صعدت روحه الي بارئها‮..‬
وبعد رحيل أبي عرفنا انا وامي وشقيقتي اياما سوداء‮.. ‬فقد كان والدي مازال شابا‮.. ‬وكان معاشه من الوظيفة ضئيلا‮.. ‬وقد حاول اعمامي في القرية مساعدتنا بمبلغ‮ ‬من عندهم لكنهم كانوا ايضا فقراء‮.. ‬وقد حاولت امي ان تعمل ولكنها لم تكن تحمل مؤهلات أو خبرة من اي نوع‮..‬وعندما وجدت عملا في احدي الحضانات كانت تنفق معظم مرتبها في المواصلات‮.. ‬وعندما تغيبت عن الحضانة بسبب مرضها مدة اسبوع استغنت عنها مديرة الحضانة‮.. ‬وبدأت امي في الاقتراض من المعارف والجيران‮.. ‬وتراكمت علينا الديون‮.. ‬واصبح من الواضح اننا سوف نطرد من الشقة التي لم نعد ندفع ايجارها‮.. ‬واصبح من الواضح اننا سوف ننقطع انا واختي عن الدراسة وفي هذه المرحلة الحرجة ذهبت والدتي للاقتراض من صاحب المقهي الذي كان والدي يعمل فيه ليلا ويظهر ان امي وكانت مازالت شابة وجميلة قد اعجبت الرجل مع انه كان متزوجا من امرأتين‮. ‬فعرض عليها الزواج العرفي‮.. ‬فلما رفضت قرر ان يتزوجها رسميا‮. ‬ولم تكن امي تريد الزواج بعد ابي‮.. ‬كانت تريد ان تعيش مستورة وان تكمل رسالة تربيتنا وتعليمنا‮.. ‬وظلت بعد العرض مترددة حتي جاء المُحضر يدق باب شقتنا وينذرنا بالطرد بسبب عدم دفع الايجار‮. ‬عندها صارحتني امي وهي في‮ ‬غاية الحرج‮ ‬بعرض الزواج المقدم لها من صاحب المقهي‮.. ‬وصدمت وبكيت طويلا في تلك الليلة‮.. ‬وشعرت بأننا نخون والدي وانه ينظر إلينا من وراء الغيب في عتاب‮.. ‬لكنني في الصباح اعلنت لوالدتي موافقتي علي زواجها لانني كنت ادرك ان هذا الزواج هو الوسيلة الوحيدة لكي نستمر في الحياة‮.. ‬ودفع الايجار‮.. ‬واستكمال التعليم‮.. ‬وايضا لكي نبعد عن الذئاب التي بدأت للاسف تحوم حول بيتنا المحروم من وجود رجل وتسكنه ثلاث اناث وحيدات‮.. ‬واعلنت امي موافقتها للرجل‮ .. ‬وجاء في نفس اليوم الي بيتنا ومعه المأذون واثنان من الشهود‮.. ‬وتم عقد القران في صمت في نفس الشقة التي قام والدي باستئجارها وتأثيثها وتجهيزها عند زواجه من امي‮. ‬ولا استطيع ان اصف لك يا سيدتي شعوري عندما دخل الرجل حجرة ابي ومعه امي واغلق الباب‮.. ‬فقد شعرت بان رجلا‮ ‬غريبا ينتهك حرمة بيتنا‮.. ‬وحرمة ذكري ابي‮.. ‬وحرمة امي‮. ‬وخرجت من الشقة تائهة ومعي شقيقتي الصغري‮.. ‬ووجدت نفسي اطلب ابن عمي وخطيبي علي المحمول والتقيت به في احدي الكافيتريات المتواضعة التي تعودنا ان نلتقي بها‮.. ‬وكان والدي قد بارك خطوبتي علي شاب من ابناء عمومتنا كان مازال يدرس في القاهرة بكلية التربية الرياضية‮.. ‬وكان يعيش في حدود مبلغ‮ ‬صغير يتلقاه من القرية‮. ‬وقد حاول خطيبي ان يساعدنا بعد موت والدي ولكن امكانياته لم تسعفه مما جعله لا يستطيع ان يرفض فكرة زواج امي من رجل يستطيع ان ينفق علينا وقد جلست مع خطيبي في الكافيتريا يوم زواج امي وانا في قمة الألم‮.. ‬وكان الحزن يخيم علي جلستنا انا وخطيبي وشقيقتي‮.. ‬ولكن ماذا كان بوسعنا ان نفعل؟
وعندما عدت إلي البيت كان الرجل قد خرج واخبرتني والدتي وهي محرجة ان الرجل سوف يتردد علي بيتنا كلما سمحت ظروفه لانه متزوج وانه قد حصل علي مفتاح شقتنا لكي يأتي وقتما يشاء وهكذا اصبحنا نفاجأ به يقف وسط صالة بيتنا كلما اراد‮.. ‬فلم يكن له مواعيد محددة‮.. ‬وقد بدأ حياته معنا بالتظاهر بالطيبة والكرم‮.. ‬ثم بدأ يتعامل مع والدتي بضيق كلما طالبته باي مبلغ‮ ‬زيادة عن المصروف المحدد‮.. ‬ولكننا كنا مضطرين لان نرضي بالقليل فهو افضل من لا شيء‮.. ‬ثم بدأ هذا الرجل يتحكم فينا‮.. ‬وكانت اولي التحكمات هي اعلان رفضه التام ان يدخل خطيبي البيت سواء في حضور امي أو حضوره وذلك بحجة ان خطيبي رجل‮ ‬غريب ما دمنا لم نعقد القران ولم يكتف بذلك بل بدأ في محاولة الحط من شأن خطيبي فهو تلميذ‮ »‬مش نافع‮« ‬ولا يملك شيئا‮. ‬والافضل لي ان افسخ خطبتي منه واتزوج من رجل مليء مثله اي مثل زوج امي‮.. ‬ومع الوقت شعرت باحساس الانثي الذي لا يخيب انه يشعر بالغيرة من خطيبي‮.. ‬وانه يلاحقني بنظرات مريبة بها كثير من المعاني الشريرة‮.. ‬ولاحظت انه ينتهز كل فرصة تكون فيها والدتي‮ ‬غير موجودة لكي يمد يده سريعا علي اجزاء من جسدي وكأن الامر حدث مصادفة‮.. ‬وهو ما جعلني احرص علي عدم التواجد معه في مكان واحد‮.. ‬فاذا خرج الي الصالة دخلت الي حجرتي وحبست نفسي حتي يخرج نهائيا أو حتي تتواجد والدتي وحرصت علي ان اظل دائما مرتدية ملابسي كاملة وألا ارتدي ملابس مكشوفة أو قمصان نوم إلا داخل حجرتي ولم اجرؤ علي ان اصارح امي بهواجسي خوفا علي مشاعرها‮.. ‬واستمر الحال علي هذا السؤال شهورا حتي وقعت الكارثة‮.. ‬وكان ذلك في يوم اسود شعرت فيه بالمرض فلم اذهب الي المدرسة في حين ذهبت اختي‮. ‬وكانت امي خرجت منذ الصباح لان احدي الجارات توفي زوجها وكان لابد لأمي ان تقف بجانبها وتؤدي واجب العزاء‮.. ‬ولأنني كنت اعلم ان زوج امي لا يحضر ابدا في الصباح فلم اغلق علي باب حجرتي بالمفتاح من الداخل كما هي عادتي وظللت نائمة في فراشي حتي سمعت صوت المفتاح يدور في الباب فتصورت ان امي قد عادت من عند الجارة وناديت من فراشي قائلا‮ »‬انتي رجعتي يا ماما؟‮« ‬لم اسمع ردا وانما سمعت صوت اقدام شبه متلصصة وفوجئت بزوج امي يقف علي باب حجرتي‮.. ‬منذ اللحظة الاولي ادركت انني في خطر‮.. ‬فقد كان الشر ظاهرا علي وجهه‮.. ‬ووجدتني اقفز من فراشي في خوف وانا اسأل‮ »‬حضرتك عايز حاجة؟‮« ‬ولم اكمل جملتي فقد انقض عليَّ‮ ‬وكتم بيده فمي حتي لا يسمع صوت صراخي‮.. ‬وصدقيني انني قاومت بكل ما املك من قوة‮.. ‬ولكنه كان اقوي مني كثيرا‮.. ‬ولم استطع ان امنع الكارثة وقبل ان يخرج ويتركني مكلومة فوق الفراش في حالة انهيار كامل سمعت صوته يقول اوعي تقولي لامك أو لاي مخلوق عن اللي حصل لأني حقول اني ضبطتك مع الواد خطيبك‮.. ‬والناس حتصدقني ومش حتصدقك‮.. ‬ولو لزم الأمر حسافر الصعيد واقول لاهلك انك‮ ‬غلطتي مع خطيبك‮.. ‬وفي الحالة دي حيقتلوكي انتي وامك واختك وخطيبك‮.. ‬وتركني وخرج وقد تملكني احساس بالعار والقهر والغضب‮.. ‬فقد تم الاعتداء‮ ‬عليَّ‮ ‬من شخص كان المفروض ان يحميني وان يدافع عن شرفي وان يكون في مكانة الاب مني‮.. ‬وقد ظللت في مكاني لا اكف عن البكاء حتي عادت شقيقتي الصغري من المدرسة بعد ساعات فلما رأت حالتي فزعت واسرعت تنادي امي من عند الجارة‮.. ‬وما كادت امي تراني حتي ادركت ما حدث حتي دون ان احكي لها شيئا‮.. ‬فقد كانت اثار المعركة بادية علي وجهي وجسدي وملابسي الممزقة‮.. ‬واحتضنتني امي وبكت وهي تقول‮ »‬سامحيني يا بنتي‮.. ‬انا السبب‮.. ‬ما كانش لازم ادخل عليكم راجل‮ ‬غريب ولو اكلنا عيش وملح‮«.‬
وقامت امي تتصل بابن عمي وخطيبي لانه الرجل الوحيد الذي يمكن ان نلجأ إليه في مواجهة هذه المصيبة‮.. ‬وعندما جاء وادرك ما حدث كاد ينفجر من هول الكارثة‮.. ‬وثار ثورة عنيفة‮.. ‬واعلن انه العار الذي لحق بنا لن يغسله إلا الدم‮.. ‬وانه سوف يتوجه في الحال الي المقهي لكي يقتل المجرم امام كل الناس‮.. ‬ولكن امي قامت بتهدئته وقالت انها تتفق معه تماما علي ضرورة قتل الرجل لكن قتله بهذه الطريقة سوف يفجر فضيحتنا التي يجب ان نعمل علي سترها‮.. ‬ثم إنه خسارة ان يضحي خطيبي بحياته وحريته من اجل كلب لا يستحق وان علينا ان نفكر في خطة نقتله بها وتبعدنا عن الشبهات بحيث تبدو الجريمة وكأن الهدف منها هو السرقة‮.‬
وبدأت امي وخطيبي في وضع الخطة وتتلخص في ان نوهم المجرم بانني خشيت الفضيحة ولم افاتح احدا فيما حدث‮.. ‬وان ننتظر حتي يحضر إلي بيتنا وتكون امي قد اشترت مخدرا تضعه في الشاي أو الطعام‮.. ‬ويكون خطيبي قد اشتري سكينا أو خنجرا لطعنه اثناء نومه‮.. ‬وعندما نتأكد من موته نخرج تحت جنح الظلام ونركب قطار الصعيد حيث نكون بعد عدة ساعات بين اهلنا هناك‮.. ‬ولان الجثة لن تكتشف إلا بعد يوم أو يومين‮.. ‬فسوف يشهد اهلنا والجيران باننا لم نكن موجودين ساعة وقوع القتل‮.‬
هذه هي الخطة التي قررنا تنفيذها‮.. ‬ومع ذلك فانني اشعر بالخوف من اكتشاف امرنا وهو ما يعني انفجار الحقيقة‮.. ‬لكن امي قررت اذا حدث وانكشف الامر ان تتحمل وحدها المسئولية وان تزعم انها قتلته بسبب‮ ‬غيرتها عليه من زوجتيه الاخريين‮.. ‬وانها طلبت منه ان يطلقها فرفض‮. ‬وبالفعل قامت امي بشراء مخدر قوي‮.. ‬وقام خطيبي بشراء السكين‮. ‬ولم يبق إلا التنفيذ الذي لم يؤخره حتي الان إلا ان المجرم لم يجرؤ علي الحضور الي بيتنا منذ ان ارتكب فعلته وهو ما جعل امي تقرر ان تذهب اليه في المقهي وتدعي انها اشتاقت اليه وتسأله عن سبب عدم حضوره الينا مما سوف يجعله يتصور انني احتفظت لنفسي بالسر وهو ما قد يد فعه للحضور الي بيتنا باعتبار ان شيئا لم يكن‮.. ‬نحن اذن قد اعددنا كل شيء ولم يبق إلا التنفيذ مع ذلك فانا اشعر بالقلق‮.. ‬واشعر بانني وامي وخطيبي يمكن ان نقضي عمرنا في السجن اذا انكشفت الخطة‮.. ‬وقد تكون عقوبة ابن عمي هي الاعدام‮.. ‬هذه هي مخاوفي ومن هنا اريد ان اسألك سيدتي‮.. ‬أليس قتل هذا المجرم هو نوع من انواع الدفاع عن العرض وهو دفاع مشروع شرعا‮.. ‬والمفروض ان يكون مشروعا قانونا‮.. ‬وهل يمكن اعتبار قتل مثل هذا المجرم الآثم حرام؟ وفي حالة استبعاد حل القتل‮..‬كيف يمكن لنا ان نعيش ونحن نعلم ان المجرم حر طليق‮.. ‬فلن نستطيع ان نشكوه الي الشرطة والنيابة كما تقترحين علينا فهذا الطريق لن يكون من نتائجه سوي فضيحتي انا واسرتي في الصعيد‮.. ‬وسوف تنشر القصة‮ ‬غالبا في ابواب الحوادث‮.. ‬وسوف تحاول كل صحيفة ان تضع بهارات علي الحادث‮.. ‬وسوف يتحدثون بالسوء عن والدتي التي قبلت الزواج بعد موت زوجها مع ان عندها ابنتين في سن الزواج وسوف يتحدثون بالسوء عني لانني كما قد يتصور البعض قد شجعت المجرم علي ارتكاب الجريمة‮.. ‬وفي النهاية ما العقوبة التي يمكن ان توقع عليه؟ ان بعض المغتصبين صدرت عليهم احكام بالسجن بضعة سنين لاغير وهذا المجرم عنده من الاموال ما سوف يجعله يوكل محاميا أو عددا من المحامين يحاولون ان يجدوا له الاعذار بحيث يشوهونني انا واسرتي‮.. ‬ولابد انه سوف يدعي ان المعتدي علي‮ ‬َّ‮ ‬خطيبي مما قد يعرضني انا وابن عمي للقتل علي يد اهلنا في الصعيد‮.. ‬انني حائرة بل شديدة الحيرة‮.. ‬ولا اعرف ماذا افعل بالضبط‮.. ‬بل اعتقد ان الامر قد خرج من يدي لانني حتي لو اردت التراجع عن خطة القتل‮.. ‬فان امي وابن عمي الذي اصبح خطيبي سابقا سوف يقومان بالخطة دون موافقتي‮.. ‬وبالمناسبة فابن عمي قد اعلنني بفسخ خطوبتنا رغم انه يعلم جيدا انه لا ذنب لي فيما حدث‮.. ‬فقد قال انه لن يتزوج من فتاة تم الاعتداء عليها جنسيا ولم تعد بكرا حتي ولو كانت بنت عمه‮ .. ‬أليس هذا ظلم جديد يقع عليَّ‮ ‬بسبب الرجل المجرم الذي دمرني؟ ارجوك ان تردي عليَّ‮ ‬سريعا لأعرف رأيك في اهم نقطة وهي هل نقتل الرجل؟‮.. ‬فاذا لم نقتله ماذا نفعل؟
‮<<<‬
عزيزتي‮:‬
اجد نفسي عاجزة عن أن انصحك بشيء‮ ‬فأنا مثل الغالبية العظمي من الناس ارفض تماما فكرة ان ينتقم الانسان لنفسه عن جريمة ارتكبت في حقه بعد ان يكون الانتقام بالقتل‮.. ‬فقد تطورت الدنيا واصبح من واجب المجتمع ان يأخذ حق المعتدي عليه عن طريق تطبيق القانون‮.. ‬وفي مثل حالتك فالمفروض ان تكون عقوبة الاعتداء عليك من رجل تقعين تحت سلطته الابوية وولايته هي اقصي عقوبة‮.. ‬الاعدام مثلا وقد رأينا ان المحاكم اصبحت تفعل عقوبة الاعدام في جرائم الاغتصاب حتي ان حكمها عادلا صدر علي عشرة مغتصبين بالاعدام وكان الاغتصاب لزوجة كانت تجلس آمنة في بيتها ومعها طفلها عندما قام المغتصبون العشرة باختطافها من بيتها والاعتداء عليها‮.‬
وكان الجانب الايجابي في هذه الحادثة ان زوج المجني عليها كان من الرجولة والعقل والحكمة والاستنارة بحيث اعتبر ان زوجته ضحية وان ما حدث لها لا يختلف عن ان يقع لها حادث سيارة في الطريق‮.. ‬فهو قضاء الله وقدره الذي لابد لها فيه‮.. ‬وما كان اسعدني عندما علمت ان هذين الزوجين اللذين مرا بهذه التجربة المريرة قد استأنفا حياتهما وانهما قد انجبا طفلا بعد ان تغلبا علي آثار الحادث النفسية التي كان من الممكن ان تدمرهما واسرتهما واطفالهما‮.. ‬ولكن للاسف ليس كل الناس مثل زوج هذه السيدة الشجاع المستنير العادل الحكيم‮.. ‬فمازالت الافكار الظلامية تسيطر علي كثير من العقول ومن بينها عقل خطيبك فماذنبك فيما حدث لك‮.. ‬وكيف يحاسبك وانت الضحية‮.. ‬وهل هذا الحادث يعني انك لست نفس الفتاة ذات الخلق والدين التي كان يحبها ويرتبط بها قبل ان يعتدي عليها‮ ‬غصبا ذئب من الذئاب البشرية؟ انني اعتب كثيرا علي خطيبك فهو يفكر بطريقة‮ ‬غير انسانية تجعل العقوبة تقع علي المجني عليها قبل ان تقع علي الجاني‮.. ‬اما بالنسبة لخطة القتل التي وضعها ابن عمك ووالدتك فهي خطة ساذجة فالشرطة تعلم ان كثيرا من المجرمين الذين يرتكبون جرائمهم يهربون إلي قراهم في الصعيد أو الوجه البحري‮.. ‬فالهرب الي القرية لا يعني ان الشرطة‮ ‬غافلة أو انها لن تجمع الادلة التي تصل بها إلي الجناة‮.. ‬وهناك نظرية جنائية معروفة تقول بان الجريمة لا تفيد‮.. ‬وعليك وعلي والدتك وابن عمك ان تعرفوا ان قتل الرجل سوف ينتهي بكم الي المحاكمة وكشف المستور والسجن‮.. ‬وقد يشفع لكم عند المحكمة انكم ارتكبتم جريمة القتل لاسباب تتعلق بالشرف والعرض‮.. ‬لكن ذلك لن يكون سببا كافيا للحكم بالبراءة‮.. ‬فالقاضي حسب ضميره يمكن ان ينزل بالعقوبة درجة أو درجات وقد لا يفعل ولكن المحاكمة في حد ذاتها سوف تفجر حقيقة ما حدث وهو مالا ترغبون في اثارته‮.‬
وفي رأيي ان الثقافة الذكورية التي تسود المجتمع وتجعل المجتمع يعتبر ان ضحية جريمة الاغتصاب في موقف لا يقل سوءا عن المغتصب بل احيانا اسوأ،‮ ‬هذا الفكر الذكوري يعوق تطبيق العدالة ويعوق تطبيق احكام الشريعة الاسلامية لانه يمنع المجني عليها في معظم الحالات من الشكوي وتقديم المجرم للعدالة‮.. ‬وبسبب هذا الفكر الذكوري الذي يجعل بعض الاباء والاعمام والاهالي يقتلون البنت أو المرأة اذا وقعت ضحية الاغتصاب‮. ‬اقول لك انني للاسف لا استطيع ان انصحك بتقديم شكوي بما حدث لان المجتمع قاس علي الفتاة المغتصبة لا انصحك بان تستمري في خطة القتل‮.. ‬لانها سوف تنتهي بكل من شارك في تخطيطها أو تنفيذها إلي السجن‮.. ‬ومن هنا اعترف لك بان مثلك من الحالات التي اعجز فيها عن ايجاد حل لها لانها مشكلة معقدة في مجتمع مازال في حاجة إلي‮ ‬ان يحترم جسد المرأة ويعتبره ملكا لها‮.. ‬وليس ملكا للقبيلة‮.. ‬في حاجة إلي ان يحترم المرأة‮.‬
وكل ما استطيع ان اقوله لك في النهاية هو اياك والقتل‮.. ‬لانك بذلك سوف تتساوين في الاجرام مع المجرم الذي اعتدي عليك‮.‬
ماذا تفعلين اذن في مواجهة هذه الجريمة البشعة التي وقعت عليك‮.. ‬اقول لك بكل صراحة‮.. ‬لا أعرف‮.. ‬لان المجتمع في حاجة إلي ان يغير افكاره ويعتبر ان المغتصبة ضحية‮.. ‬وليست شريكة في الجريمة‮.. ‬وحتي يحدث ذلك التغير اقول انني لا اعرف لك‮.. ‬ولا لأي مغتصبة حلا مناسبا يجعلها تعيش حياتها بعد الاغتصاب حياة بلا تشهير أو منغصات أو حتي دون ان يعتدي عليها اقرب الناس‮.. ‬سواء بالقتل‮.. ‬أو الازدراء