ويوضح الدكتور نبيل كتشنر استشاري المخ و الأعصاب ورئيس الجمعية المصرية والمدير الإقليمي للمنظمة العالمية لجلطات المخ أن أهم الأسباب المؤدية إلي جلطة المخ تلف الأوعية الدموية أو تصلب الشرايين نتيجة الضغط المرتفع ومرض البول السكري غير المنضبط أو زيادة الكولسترول أو دهون الدم, والتدخين والسمنة وأمراض القلب, وجلطات المخ تحدث عادة بعد الخمسين وتزداد معدلاتها مع تقدم السن, ولكن مع انتشار مرض السكر والإهمال في ضبط ضغط الدم المرتفع ازدادت نسبة حدوث الجلطات في سن مبكرة.
وتوجه الجمعية المصرية للأوعية القلبية والمخية التي تحتفل لأول مرة بهذه المناسبة رسالة إلي كل مصري بالمبادرة بالتعرف علي كيفية الاكتشاف المبكر لمرض السكتة الدماغية' جلطة أو نزيف المخ', وتوضح أنه عند الشعور بأي من الأعراض التالية يجب التوجه فورا لأقرب مستشفي أو طبيب أعصاب, حيث إن علاج الجلطة خلال الـ3 ساعات الأولي فعال بنسبة تبلغ100%, وتتمثل الأعراض في صداع مفاجئ شديد جدا, وفقدان مفاجئ للقدرة علي الاتزان, وضعف مفاجئ في حركة عضلات نصف الوجه أو الذراع أو الساق أو نصف الجسم بكامله, وفقدان مفاجئ للبصر في عين واحدة, وفقدان مفاجئ للقدرة علي الكلام أو فهم كلام الآخرين, وتغير مفاجئ في الإحساس بنصف الوجه أو الذراع أو الساق أو نصف الجسم بكامله في صورة خذل أو تنميل, واضطراب مفاجئ للوعي أو فقدانه تماما, وكل هذه الأعراض تشير إليها الجمعية اختصارا بكلمة' صاحبك سو'( ص= صداع, ا= اتزان, ح= حركة, ب= بصر, ك= كلام, س= إحساس, و= وعي).
يذكر أن جلطة المخ هي انسداد احد الشرايين المغذية للمخ وينتج عنها تلف جزء من خلايا المخ بصورة فجائية, مما يؤدي إلي فقدان هذا الجزء المصاب من المخ لوظيفته وأكثرها شيوعا مما يسبب ضعفا أو شللا للذراع والساق, سواء الجانب الأيمن أو الأيسر من الجسم, وضعف عضلات الوجه وفي بعض الحالات تؤدي إلي عدم التوازن واضطراب الرؤية أو الكلام, أوعدم التحكم في الإخراج وصعوبة في البلع, وفي بعض الحالات الشديدة يكون فقدان الوعي والدخول في غيبوبة هما النتيجة النهائية إذا لم يتلق المريض العلاج المناسب و السريع.
وأوضح الدكتور مجد فؤاد زكريا أستاذ طب المخ والأعصاب بطب عين شمس أن الأزمة الاحتباسية العابرة تشبه تماما جلطة المخ, لكنها تمر أسرع ولا تترك أثرا, وأعراض الضعف في أحد الجانبين من الجسم أو تنميل وانحراف الفم أو فقدان القدرة علي الكلام أو اضطراب الرؤية تستمر فقط لعدة ثوان أو دقائق وبعدها تختفي, وتحدث الأزمة الاحتباسية لوقت قصير نتيجة عدم كفاية الدم الواصل إلي جزء من المخ, والمرضي المصابون بهذه الأزمة يحتاجون إلي علاج لضمان عدم تكرار هذه النوبات, لأن هذه النوبة تعتبر إنذارا لحدوث جلطة المخ الكاملة, ومما يوجب باستشارة الطبيب لعمل الأبحاث المناسبة لتحديد سببها وعلاجها أيضا حتي لا تتكرر.
و يقول الدكتور صادق حلمي أستاذ طب المخ والأعصاب بطب القاهرة إنه بمعرفة الأسباب يمكن التحكم الجزئي في حدوث المرض وهو ما يسمي بالوقاية الأولية, فمثلا إذا ما تم تطبيق نظام الكشف الدوري دون انتظار حدوث مرض معين, يتم مبكرا اكتشاف للعوامل المؤدية إلي تلف الشرايين ومعالجتها قبل حدوث الجلطة, ويجب علي من يعانون ارتفاع الضغط أو مرض السكر المتابعة الدقيقة والمستمرة لحالتهم, ويمكن منع تكرار حدوث جلطات المخ باستخدام عقاقير خاصة بهذه المرحلة مع متابعة السيطرة علي العوامل الأولية المؤدية إلي حدوث الجلطة أصلا, وهذا ما يسمي بالوقاية الثانوية, وهناك فرق بين جلطة المخ والسكتة الدماغية, فعندما تسد إحدي جلطات الدم شريانا وتمنع تدفق الدم إلي إحدي مناطق المخ وتتلف خلايا المخ أو تموت بسبب نقص الأكسجين والتغذية فهذه جلطة المخ, أما السكتة الدماغية فهي تلف أو موت خلايا المخ بسبب نقص الأكسجين الناتج عن جلطة المخ, أو بسبب نزيف في المخ عندما ينفجر أحد الأوعية الدموية الصغيرة.