علي أعتاب الحياة الزوجية.. يتمني كل من الزوجين الحياة الوردية الخالية تماما من المشكلات, ولكن بالنزول علي أرض الواقع, قد يحدث لبعض الأزواج ما يشبه الصدمة وتقع خلافات بين شريكي الحياة فكيف يتجنبها كل منهما؟.
الإجابة قدمتها الدكتورة الطاهرة محمد المغربي أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة, في الدراسة التي أعدتها بعنوان( استراتيجيات الوقاية من الخلافات الزوجية للأزواج والزوجات), حيث وصفت الزواج غير السعيد بأنه الزواج الذي يعتريه الكثير من الخلافات, ويسوده التفاعل السلبي بين الزوجين, وفيه يكون تأثير كل من الزوجين علي الآخر سيئا ومزعجا, ومثيرا للمشاعر العدائية, والنفور, ويسمي التفاعل الجالب للإزعاج, ومن مظاهره عدم إظهار المشاركة الوجدانية بين الزوجين, وانخفاض التعاطف بينهما, وقصر الوقت الذي يقضيانه معا, وتصلبهما في الرأي, وعدم الشعور بالانتماء للأسرة.
وأكدت الدراسة أن الخلافات الزوجية لا يقتصر تأثيرها السلبي علي الزوجين فقط, إنما تمتد إلي الأبناء أيضا, فالزوجان اللذان تسود بينهما العلاقات العدائية يتصرفان بطريقة سلبية تجاه أبنائهما, علي عكس العلاقة بين الوالدين اللذين يسود بينهما الانسجام والتفاهم, حيث يتم تفاعلهما مع أبنائهما بالهدوء والمساندة الوجدانية.
وأحيانا يمتد تأثير الخلافات الزوجية السلبي, ويتسبب في توارث الخلافات الزوجية, وأكدت الدراسة أنه يجب علي كل زوجين أن يقوما بحل مشاكلهما أولا بأول, مع تجنب الوقوع في خلافات زوجية, مستقبلية تؤثر علي تماسك الأسرة وسلامتها بالحوار والمناقشة والصبر وتجنب النقد واللوم, ومعرفة عادات شريك الحياة والتأقلم معها, وحل المشكلات البسيطة دون إزعاج الطرف الآخر بتفاصيلها.
ولأن رضا الزوجين عن حياتهما معا, وحميمية العلاقة بينهما والتقليل بقدر الإمكان من الخلافات الزوجية التي تزيد الشقاق, لترسو بمركب الحياة الزوجية علي شاطئ الأمان, فإنه يجب ـ كما تؤكد د.صفاء إسماعيل مرسي أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة ـ أن يكون التفاعل بين الزوجين إيجابيا, وأن يكون تأثير سلوكيات كل منهما علي الآخر طيبا, ومرضيا, ويقوي مشاعر الحب والمودة والتعاون فيما يسمي التفاعل الزوجي الجالب للسرور, وهناك صفات رئيسية للأسرة السعيدة, وهي:
شعور الأبناء بالانتماء للأسرة, وتمتع كل عضو من أعضائها بصحة جيدة, لتواصل الإيجابي بين أفراد الأسرة, والقدرة علي علاج وحل الخلافات وتجاوزها بكفاءة عالية, والتعبير المنتظم عن المشاعر الجميلة بين الزوجين, وقضاء وقت ممتع مع بعضهما, وارتفاع الروح المعنوية لكل منهما, والقدرة علي التغلب علي الضغوط والأزمات الحياتية بجدارة.
وتري الكاتبة بثينة عامر أن العلاقة السوية بين الزوجين لابد أن يتوافر فيها ثلاثة عناصر أساسية هي:
ـ الاحترام المتبادل بين الزوجين والثقة والتفاهم والحب والتعاطف.
ـ أن يتعامل كل من الزوجين علي أساس متكافئ مع الإلمام بطبيعة الطرف الآخر.
ـ بذل كل من الطرفين الجهد لإسعاد الطرف الآخر.
كما أن هناك عددا من الأساليب التي يمكن أن يتبعها كل من الزوجين عند تعامله مع شريك الحياة مثل اللباقة في المعاملة, وعدم إهمال اللفتات البسيطة, كالحديث عن مزاياه, وإشعاره بأهميته, وعدم اختلاق المشكلات, وتجنب النقد اللاذع, والتقدير المتبادل بين الطرفين, والاشتراك في بعض الهوايات,وفي شبكة من العلاقات الاجتماعية تضم أصدقاءهما معا