Hamad مشرف عام
عدد الرسائل : 569 متميز : 0 نقاط : 6397 تاريخ التسجيل : 21/08/2008
| موضوع: نشوة الانتصار الجمعة 15 مايو - 18:30:57 | |
|
أبعث لك برسالة اعترافا بذنب اقترفته في حق نفسي قبل أن يكون في حق الآخرين.. فقصتي يا سيدي سوف أبدأها بمقولة لا أعلم من قائلها.. تقول لأن يضرب الرجل بالنعال علي أم رأسه خير له من أن يسعي في طلاق اثنين فما بالك يا سيدي إن كان الاثنان هما أختي وزوجها..
فأنا يا سيدي الأخ الأكبر والمفروض أني الأرجح عقلا والأكثر خبرة كما كنت أحب أن أوصف وأسعد كثيرا حين اسمعها خصوصا من أخوتي لأخوين وأختين كلهم متزوجون, الأخت الكبري كانت متزوجة من رجل ذي مركز اجتماعي ووظيفي مرموق, والذي كنت أحسده عليه بالرغم من أنني تفوقت عليه مؤخرا في المستوي المادي.. وذات يوم جاءتني أختي تشتكي من أن زوجها تعرف علي امرأة أخري لذلك هي مصرة علي الطلاق فنصحتها بالتروي وأنا من داخلي أوافقها, ولكني كنت حريصا علي عدم اظهار ذلك حتي لا يقال أني أسعي في خراب بيتها, ولكن من داخلي أتمني الفشل والانهيار لهذا الرجل..
وبالفعل نجح زوج أختي في استمالة قلبها بعد أن وعدها بأنه لن يعود لتلك المرأة, وبالفعل عادت أختي إلي بيتها بعد أن اتفقنا علي اعطائه فرصة أخيرة.. ولكنه بعد عدة أشهر عاد مرة أخري إلي تلك المرأة فخرجت أختي من بيتها إلي بيتي, ولكن هذه المرة بلا رجعة وبإصرار تام علي الطلاق وطبعا كنت أنا هذه المرة نعم العون لها, وعندما جاء زوجها إلي بيتي لتكرار محاولاته في ارجاعها كنت له بالمرصاد
وعاملته بمنتهي القسوة ولم أرحم توسلاته ودموعه عندما بكي ندما أمام زوجتي وأولادي, وقلت له بمنتهي الإهانة لو كنت راجل طلقها, إزاي تعيش مع واحدة مش عايزاك هتعيش معاها بالعافية دا ربنا بيقول معاشرة بالمعروف أو تسريح بإحسان وألا أنت مابتعرفش ربنا.. وخرج زوج أختي من بيتي مكسورا مقهورا فشعرت وقتها بنشوة غريبة وسعدت أكثر بنشوة الانتصار عندما طلق أختي.. ولكن يا سيدي ليست تلك هي المشكلة.. فالمشكلة يا سيدي هي أنني شربت من نفس الكأس الذي سقيت منه زوج أختي
فلقد جاءتني زوجتي ذات يوم داخل غرفة نومنا تطلب مني الطلاق دون ابداء أسباب, وعندما أصررت علي معرفة السبب قالت وبهدوء شديد إنها تحب زميلا لها في العمل واتبعت قولها ماتخفش أنا عمري ماخنتك.
نسيت أن أقول لك أني اتهمت زوج أختي بالخيانة وقلت له ترضي إنها تعرف راجل غيرك, وعندما قال لي الراجل غير الست, قلت له لا يابابا الست زي الراجل والخيانة خيانة وما أذهلني أكثر يا سيدي أن زوجتي أعادت علي سمعي كل ما قلته لزوج أختي بالحرف الواحد, وقتها تذكرت كلمة زوج أختي عندما قال لي الراجل غير الست, وأدركت وقتها صحة كلامه.. فعندما تعلم المرأة بأن زوجها تعرف علي امرأة أخري لا تطيق هذا الإحساس وتقيم الدنيا ولا تقعدها فما بالك بالرجل.. فمهما حاولت أن أصف لك إحساسي فلن أجد كلاما فالمرارة فظيعة والألم والحزن أقوي من أن يحتمل.. فأنا يا سيدي أعيش في عزلة داخل غرفتي لا أتكلم مع أحد وشبه منقطع عن العمل
ولقد تركت زوجتي أولادها المنزل إلي بيت أهلها في انتظار ورقة الطلاق.. والآن يا سيدي أنا مشوش لا أعرف ماذا أفعل والشيطان يصول ويجول في رأسي بأفكار لو طاوعته فيها لكانت نهايتي تماما مثل نهاية عتاة الإجرام.. لذلك أرجو منك ياسيدي أولا ان تنشر قصتي وأن تحذر الناس من مغبة الإقدام علي الطلاق لأنه أبغض الحلال عند الله ولولا أن فيه الخير كله ما أبغضه الله, ثانيا أن تمن علي بمشورتك ونصيحتك لأني أثق جدا في رأيك وأفكارك وأري أنها كانت الحل لمشاكل عضال لكثير من الناس. * سيدي.. أقدر الموقف الصعب الذي تعيشه وتواجهه, فأي رجل لايحب ان يكون في موقفك حتي لوكان من الذين يساوون بين خيانة الرجل وخيانة المرأة, وإن كانت هذه الخيانة واحدة عند الله ـ حسب حدود علمي ـ فلم تختلف العقوبات الشرعية من رجل الي امرأة.
لكن قبل الدخول إلي مشكلتك التي تعانيها, دعنا نصل أولا بين ماحدث مع شقيقتك وشعورك بنشوة الانتصار عندما انحزت الي موقفها المطالب بالطلاق عندما تكررت خياناته, وهو حق مشروع لها إذا لم تستطع ان تعفو أو تتجاوز أو تتعايش مثل كثيرات من النساء اللاتي يقبلن الاستمرار في الحياة الزوجية, حبا أو هربا من لقب مطلقة أو لظروف مادية, أو لأنهن يرددن ان أغلب الرجال خائنون, أو لأن الخيانة في نظر أغلبهن أرحم وأفضل من الزواج عليهن
فالمشكلة الحقيقية هي مشاعرك السيئة التي تحمل قدرا من الغيرة والحقد غير مفهومين علي الأقل في سطور رسالتك القليلة. فلو جردنا موقفك من هذه الأحاسيس لرأيته طبيعيا ولا يستحق احساسك بالندم, لأنك لم تجبر شقيقتك ولم تحاول تحريضها علي طلب الطلاق, طبعا كان من الأفضل لك أن تحاول الصلح بينهما وتأنيب الزوج علي خيانته ونصحه بالحفاظ علي بيته, ولكن القرار في النهاية كان لشقيقتك, فليتك تندم أولا علي تلك المشاعر الشريرة التي سيطرت عليك, لأن مثل هذه المشاعر تخرج أسوأ ما في النفس البشرية وتعذب الروح وتصم صاحبها بأسوأ الصفات.
هذا هو المدخل الرئيسي لمشكلتك الحالية, أقصد تلك الصفات هي التي جعلت زوجتك تقسو عليك عندما طلبت منك الطلاق من أجل رجل آخر, فكان يمكنها طلب ذلك دون إبداء الأسباب المؤلمة لرجولتك إذا كانت تحفظ لك حبا أو احتراما أو حتي من باب الحرص علي أولادها.
سيدي.. ما سأقوله لك قد يغضبك كما سيغضب الكثير من بني الرجال, ولكنها الحقيقة التي يجب علينا أن نعترف بها ونتعامل معها, فبعد خروج المرأة للعمل واحتكاكها بالزملاء, نشأت علاقات محرمة وانتشرت بسبب عدم وضع خطوط واضحة وفاصلة بين مفهوم الزمالة وبين التدخل والتداخل في الخصوصيات, وطالما هذا يحدث ـ شئنا أم أبينا وحتي لاندفن رؤوسنا في الرمال ـ أكرم للرجال ألف مرة إذا مال قلب زوجته لرجل آخر, ضعفا منها أو سوءا أو حبا وأحسست بأنها قد تقع في المحظور وترتكب الخطيئة
أقول إن الأكرم لكل الاطراف أن تطلب الطلاق لتتزوج ممن تشاء, نعم هو حق شرعي كما هو حق انساني, وعلي الرغم من تحفظي علي فجاجة طرحها, إلا اني أراه أفضل من الخيانة الكاملة, لأن هذا الحب من المؤكد ان سبقته علاقة وحوار وتمهيد وهذه خيانة وإن لم تكن مكتملة.
فإذا كنت تسألني النصيحة والمشورة فسأقول لك طلقها دون تردد أو تصدير مشاعرك السيئة تجاهها لأبنائك, دعها تشرب من الكأس التي ارتضتها, وإن كنت أكرر لومي لها لأنها لم تفكر في أبنائها, كان عليها أن تسعي جاهدة للحفاظ علي مشاعرهم وهي تبحث عن سعادتها, لا أطالبها بأن تعيش مع من لاتحب أو لاتطيق وإنما عليها ألا تنسي مسئولية الأم بالحفاظ علي صورة الأب حتي وهي تقرر الانفصال عنه!
طلقها ياسيدي وصالح نفسك وطهرها من المشاعر السلبية والحقود, فهذا التصالح والتطهير هما نشوة الانتصار الحقيقية.. وإلي لقاء بإذن الله. | |
| |
|