كان صديقنا يبدو أكثر المجموعة صحة ولياقة, وفجأة اختفي صديقنا, وقيل لنا إنه سافر علي عجل بعد أن اكتشفوا إصابته, بأكثر من سرطان, هكذا فجأة وبدون أي مقدمات اكتشف صديقنا إصابته وأصبحت كلمة السرطان كلمة شائعة تتردد كثيرا!.. لماذا وكيف حدث ذلك؟ طلبت من الأستاذ الدكتور ياسر عبد القادر أستاذ علاج الأورام جامعة القاهرة أن يجيب علي هذا التساؤل في تخصصه فأجابني بالرسالة التالية: لايزال السرطان أو الأورام تمثل السبب الثاني المؤدي للوفاة بعد أمراض الشرايين. وفيما يقال من حكايات قد يصيب المرض شخصا يبدو سليما لا شكوي له مما يجعل السؤال هل تغيرت نسبة الاصابة بالمرض, أم تغير سلوكه, فأصبح أكثر حيوية ونشاطا؟ هناك مؤكدا زيادة نسبية في الاصابة به, وذلك لعدة أسباب أهمها:
1 ـ زيادة متوسط الأعمار بين الذكور والإناث عن عقود سابقة, وبالتالي أصبحنا نري أوراما أكثر في مرحلة عمرية أكبر.
2 ـ ظهور أنماط غذائية جديدة أخطرها الوجبات السريعة بما تحتويه من مكسبات كيميائية للطعم واللون.
3 ـ التقدم في تكنولوجيا التشخيص, مما أدي الي اكتشاف أورام كان من الصعب الوصول اليها في الماضي, ومنها المناظير الحديثة ودلالات الأورام.
4 ـ الزيادة في الوعي الصحي مما دفع الأصحاء الي الفحوص الدورية, والتي أدت الي اكتشاف الأورام المبكرة فيهم, وكان من الممكن عدم معرفة ذلك, وأيضا كان يمكن وفاتهم بأسباب أخري, وهم يحملون أورامهم, فقد كنا نسمع في الماضي عن وفيات من أمراض الكبد والصفراء, ولم يكن متاحا في ذلك الوقت معرفة مثلا أورام الكبد والبنكرياس والمرارة.
5 ـ الإفراط في بعض العادات غير الصحية مثل الكحوليات والتدخين, وبالتالي زيادة نسبة سرطان الرئة والبنكرياس والمثانة وغيرها.
ان السرطان مرض مهم, لكنه ليس بالغ الخطورة, لأن الخطورة دائما تأتي من عدم معرفة أسباب المرض, وعدم إمكانية علاجه, بينما كثير من أسبابه أصبحت معروفة, وهناك الكثير من أنواع العلاج الحديث التي تؤدي الي شفائه في مراحله المبكرة والسيطرة الكاملة عليه في مراحله المتأخرة. انتهت رسالة أ.د. ياسر عبد القادر
بقلم : صلاح منتصر