Hamad مشرف عام
عدد الرسائل : 569 متميز : 0 نقاط : 6397 تاريخ التسجيل : 21/08/2008
| موضوع: النظرة الأخيرة السبت 21 مارس - 17:59:08 | |
| عشت في مصر حتي بلغت السادسة عشرة من عمري, وتقدم لخطبتي شاب فلسطيني مكافح وخلوق, فتزوجته, وسافرنا إلي مزارع شاتيلا في لبنان ومعي والدتي, وأقمنا في الريف اللبناني الساحر برفقة عائلته, وانجبنا ابنينا بسام وفهمي.. وعشنا حياة مستقرة, ونحن راضون وقانعون بما قسمه الله لنا.. وصادفنا بعد ذلك يوما اسود ازال كل مظاهر البهجة والفرحة التي نعيش فيها, إذ استيقظنا من نومنا علي زخات مطر من القنابل والصواريخ والأسلحة الفتاكة التي أمطر بها الجيش الإسرائيلي قريتي صابرا وشاتيلا, وكان المشهد مهيبا.. فلقد ركضنا جميعا في اتجاهات مختلفة, ولا ندري أين المفر.. ومضي وقت طويل وجدتني بعده لا أقوي علي القيام من مكاني, ونظرت إلي نفسي فإذا بي بدون قدمين, واصيب ابني الأكبر بسام بشظايا في قدميه وشظايا في قلبه, وأصيبت والدتي بشظايا في جميع انحاء جسدها, أما زوجي فلقد جاءته شظايا في أحشائه فبرزت عن جسده.
وبعد أيام من القصف اصطحبت والدتي ابني فهمي وعادت به إلي مصر لأن اصابته لم تكن خطيرة وكذلك والدتي, بينما سافرت أنا عن طريق الصليب الأحمر الدولي إلي يوجوسلافيا للعلاج من شظايا استقرت في جمجمتي.. وأجريت عشرات الجراحات المعقدة, وتم استبدال نصف جمجمتي بأجزاء تعويضية من البلاستيك.. وسافر زوجي وابني الأكبر بسام إلي ايطاليا, حيث أجريت لهما جراحات دقيقة, وانقطعت الصلات تماما بين أفراد عائلتي..
وانتهي بي المطاف إلي العودة إلي القاهرة لأنضم إلي ابني الأصغر فهمي ووالدتي.. وحاولت كثيرا أن أعرف أي أخبار عن زوجي وابني الأكبر فلم أستطع.. وأخيرا سمعت عن وجود مخيم للمتبقين علي قيد الحياة من سكان صابرا وشاتيلا في سوريا فإصطحبت ابني وسافرت الي هذا المخيم المعروف باسم اليرموك.. وبالفعل وجدتهما هناك.. ولم يجدا بدا من السفر الي ايطاليا لاستكمال العلاج, وقال لي زوجي إنه سيعود بعد شهر تقريبا, وكان ذلك عام1983.. وعدت مع ابني الاصغر الي مصر.. وظللت احاول متابعة اخبار زوجي وابني الاكبر.. وذهبت إلي السفارة الايطالية في القاهرة عرفت بعد محاولات عديدة معلومات تقول إن زوجي يقيم في مدينة تورينو الايطالية ومتزوج من ايطالية, وانه يعمل في التجارة!.. وحاولت الاستدلال علي اي معلومات عن ابني فلم أستدل علي شيء.. لقد انفطر قلبي علي ولدي وامنيتي ان القي نظرة أخيرة عليه قبل ان اودع الحياة.. وقد كتبت اليك هذه الرسالة وانا اتطلع ان يساعدني المسئولون في وزارة الخارجية, وقراؤك بإيطاليا في الوصول إلي ابني وزوجي لكي اعرف حقيقة ماحدث ويرتاج قلبي.
وبياناتي هي: اسمي شاهيناز زكي عبدالله حسين البلبيسي, واسم زوجي هو محمد عبدالرازق الخنادلي وهو فلسطيني الجنسية. ** أي كلمات مواساة تعجز عن تضميد جراحك ياسيدتي واني اوجه كلامي مباشرة إلي سفير مصر في ايطاليا, واصدقاء بريد الأهرام بها راجيا ان يساعدوك في الوصول الي الحقيقة لكي تطمئني علي ابنك وتعود إليك ابتسامتك المفقودة. | |
|