المشهد الجميل‏!‏

مازالت ردود الفعل مستمرة حول رسالة المشهد القبيح التي نشرتها منذ أسابيع‏,‏ وهي تحكي قصة شاب مستهتر ارتكب فعلة شنعاء بخلع قطعة حساسة من ملابس عروسه أمام المدعوين‏..‏ ولم يمر وقت طويل حتي وجدنا نموذجا مشرفا قدم لنا مشهدا جميلا حيث اختار المدينة المنورة ليحتفل فيها بزفافه علي عروسه في فرح عائلي بسيط ومتواضع

ثم قراره بقضاء شهر العسل فيها بدلا من السفر إلي تايلاند وجزر اسبانيا وغيرها من البلاد الأوروبية كما يفعل بعض الشباب‏,‏ ولقد طلب العريس من والده الثري أن يوزع تكاليف الفرح الذي كان يرغب في إقامته بأحد فنادق القاهرة ذات النجوم الخمس علي الفقراء والمحتاجين وهم كثر بيننا وقد تلقيت الرسالة التالية تعليقا علي هذا المشهد الجميل‏.‏
‏
*‏ سيد داود‏:‏ أليس هذا أشرف وأفضل من هؤلاء الشباب الذين سمعنا عنهم من قبل والذين يقومون بهتك عرض زوجاتهم أمام المدعوين في حفلات الزفاف وفي أول يوم في رحلة العمر التي تبدأ بخلع العريس قطعة من ملابسها الداخلية من منطقة حساسة ويرميها من خلف ظهره علي أصدقائه من الشباب والمحظوظ هو الذي يمسك بها‏.‏

اننا نعيب زماننا والعيب فينا‏,‏ فهل يعي الشباب ما فعله هذا العريس ويقلدونه؟ ثم إني اتساءل‏:‏ تري من نحترم ونقدر وندعو بالهناء والرفاء والبنين‏..‏ لعريس الإسكندرية الذي فضح عروسه وأهلها وفضح نفسه وسط جميع المدعوين الذين لن ينسوا له هذا السلوك المشين؟ أم هذا العريس الذي فضل أن يبدأ حياته ببساطة وهدوء بين قلة من الأقارب وفي رحاب الرسول؟‏.‏

أعرف طبعا أنها مسألة إمكانيات ولكن لنبدأ نحن الآباء بتشجيع الأبناء علي الاختيار الصحيح ولعل الأزمة الاقتصادية وما نمر به الآن يجعلنا نعيد الحسابات‏,‏ فلقد تزوج جيلنا في أفراح أقيمت علي السطوح أو داخل الشقق ومازلنا نعيش وزيجاتنا قائمة والحمد لله‏,‏ فهل نجحت الزيجات التي تأسست علي المظاهر الكاذبة والتي يصرف فيها الأهل عشرات الألوف من الجنيهات؟ نحن نري نسبة الطلاق بين هذه الزيجات فهل نتدبر ونعي ونحسن الاختيار بين شريكي الحياة المفروض أنهما اللبنة الأولي لمجتمع فاضل وليس مجتمعا ينخر فيه سوس النطاعة واللامبالاة والرذيلة؟
‏
**‏ إن خريطة الطريق واضحة فأيهما تختار عزيزي الشاب؟ أظنك ستختار صحيح الفعل وتعمل لما فيه الخير لك ولأبنائك وبناتك وحياتك ودنياك وآخرتك والله هو الهادي لمن يريد الهداية وحسن العاقبة ومعك ومعنا الله‏.‏