سيدي أكتب إليك لأنني تعبت من العتاب الرقيق الذي حاولت دائما أن أحدث به أبي, أنا فتاة عمري26 عاما, الابنة الوسطي لأخت طبيبة وأخ يعمل بمركز مرموق لا أعرف من أين أبدأ قصتي وحكايتي, فهي مليئة بالهموم والأحزان, لن أتحدث عن نفسي ولكنني سأتحدث عن أسرتي.
لم نكن يوما أسرة مترابطة يملأ بيتنا الحب والدفء والأمان, لقد كبرت علي جو من الصراعات والمشاحنات الدائمة بين أبي وأمي لأسباب معروفة وأخري غير معروفة, صغر سن والدتي وعدم خبرتها بالحياة ونرجسيتها في بعض الأحيان, فهي ابنة وحيدة مدللة, عدم وجود مشاعر حب حقيقية بينهما, صراعات المادة كلها أسباب واضحة, وما خفي منها كان أعظم.. ولكن دائما كان هناك قاسم وحيد مشترك هو الأبناء, هذا القاسم الذي كان يربطهما دائما ببعض, ويجعل فراقهما محالا ولكن!.
كبر الأبناء وتخرج كل منهم وبدأوا مسيرة المستقبل وكل منهم يعمل في وظيفة ما, وبدأ الأب يفكر في نفسه وبدأت الأم تفكر في نفسها ولا ملامة علي أي منهما, ولكنهما نسيا أبناءهما, أعتقدا أنه بمجرد أن الأبناء تخرجوا من الجامعة لم يعودوا يحتاجون إلي حبهما واهتمامهما.
خطبت الابنة الكبري إلي زميل لها, ولم تكن الأم راضية عن الخطبة, وفي أثناء إحدي الزيارات العائلية تحدثت الأم بشكل جارح أدي إلي فشل الخطبة بشكل مهين وموجع للابنة, أدي ذلك إلي خصام دام شهورا بين الأم والابنة, وكانت المفاجأة الكبري, الأب متزوج من أخري ولن أطيل عليك بكلامي عن تلك الأخري فهي أسوأ امرأة عرفتها في حياتي, ولا أقول هذا لأنها زوجة أبي, فأنا من يعرفني جيدا يعرف أنني إنسانة متوازنة جدا في تصرفاتي وانفعالاتي وقراراتي ولا أحكم علي الأشياء من ظاهرها.
تلك السيدة استغلت سوء الموقف بين أختي وأمي, وبدأت تتقرب من أختي وتستغلها لصالحها, في بادئ الأمر تقبلته من أجل راحة أبي, إلي أن بانت حقيقة هذه المرأة فهي سيدة استغلالية لأبعد الحدود بدأت تتبع أسلوبا قذرا, وبدأت تفتعل المشكلات بينها وبين أمي وأبي إلي أن انتهي الأمر بطلب أمي للطلاق بعد28 سنة زواجا.
وبالفعل تم الطلاق, نسيت أن أقول لك انه قبل الطلاق بفترة قصيرة تم زفاف أخي, وجاءت زوجة أبي متنكرة في زي امرأة منتقبة إلي فرح أخي وفي الفجر زارتنا في بيتنا لتقلب الفرح الجميل إلي مأتم, هيهات ما بين الأفراح والأحزان لم يفرق بينهما سوي سويعات من الزمن, ففي هذا اليوم رأيت هذه المرأة علي حقيقتها وانكسر قلبي للأبد.
حبل ملفوف حول عنقي وطرفا الحبل بيدي أبي هذا هو إحساسي الآن.
بعد هذا الموقف طالبت أبي بأن ينفصل عن هذه المرأة السيئة ووعدني بذلك ولكن لم يحدث, بعد هذا خطبت أختي للمرة الثانية لرجل محترم يعرف كل شيء عن حياتنا المعقدة وارتضي بها, والآن تحاول هذه المرأة أن تعكر السعادة التي بدأت تعيشها أختي فهي تفتعل أشياء مشينة, لا أستطيع أن أقصها عليك. لذلك قررت أن أراسل أبي وأقول له إنني وأخوتي تعبنا مما نحن فيه, لم أعد استطيع الاستمرار في الحياة علي هذا المنوال لم يعد عندي من الصبر ما أقاوم به.
للأسف لم أحك الكثير, ولكن هذا ما أستطيع أن أقوله, ولا أعرف كيف أعبر عن مشاعري المجروحة, وكرامتي المهانة وحياتي المبعثرة أكثر.
هذه الرسالة إلي أهم شخص في حياتي أرجوك لا تقتلني وتقتل شبابي, لا تمزق مشاعري البريئة بيديك الحنونتين, ومع كل هذا أقبل يدك التي تغتالني بكل الحب.
زهورك الثلاث يضعن منك.. هذا هو نداؤنا الوحيد والأخير إليك.