Hamad مشرف عام
عدد الرسائل : 569 متميز : 0 نقاط : 6397 تاريخ التسجيل : 21/08/2008
| موضوع: اعترافات مذنبة! السبت 21 فبراير - 11:41:54 | |
| أنا سيدة عمري35 عاما, تزوجت شابا من أسرة ميسورة الحال يكبرني بسنوات وعشت معه حياة مستقرة, ومرت سنوات علي زواجنا دون إنجاب, وأصبح شغلي الشاغل هو أن أتردد علي الأطباء للاطمئنان علي حالتي الصحية, وقد أجمعوا علي انني وزوجي طبيعيان جدا ولا يوجد لدينا أي عائق للإنجاب, وأن القضية مسألة وقت.. وبرغم كلماتهم المطمئنة كنت اشعر بالضيق كثيرا وكنت ألاحظ لهفة زوجي علي ومحاولاته الدائمة لإسعادي والتخفيف من متاعبي وآلامي, فبحث لي كثيرا عن عمل أشغل به وقتي وتفكيري وشجعني علي ارتداء الحجاب والتقرب إلي الله حتي يرضي عنا ويمن علينا بطفل, ولكن لم يهدأ لي بال ولم أكترث لكلامه, وأخذت اتحدث إلي كل الأقارب والجيران والأصدقاء في مسألة الإنجاب, حتي إنني سمحت لنفسي بالخوض في علاقتي الحميمية مع زوجي, ونسيت أن الكلام في مثل هذه الأمور أسرار لايجوز البوح بها لأي إنسان, ونصحني زوجي مرارا بألا أتكلم عن علاقتنا الخاصة ولكنني لم استجب له, وبدأت اشعر بنفوره مني, وازدادت المشكلات بيننا, وتدخلت أمي وعمتي بشكل محرج لدرجة أنهما اتهماه بأنه مريض ولن يستطيع الإنجاب, وانتقل هذا الحديث إلي أهله فتدهورت علاقتنا, وعلي الرغم من ذلك فإنه لم يحاول إهانتي أمام الناس, وكانت معاملته لي طبيعية جدا ومرت3 سنوات علي هذه الحالة القاسية ثم اذا بي افاجأ بأنني حامل, ومضت شهور الحمل سريعا وأنجبت ولدا ركزت كل حياتي لتربيته, وقد بلغ عمره الآن ثماني سنوات, وكان هو كل شيء في حياتنا, ومحور اهتمام والده, والمؤلم في قصتي أن زوجي لم ينس اساءتي إليه والتشكيك في رجولته بين الأهل والأصدقاء, إذ لا يعيرني أي اهتمام وزادت الفجوة بيننا كثيرا, وبدلا من أن أستوعبه وأحاول استرجاعه إلي إذا بي اتجاوز في الحديث عنه بشكل خادش للحياء, وطلبت مني أمي أن أهدده بطلبي الطلاق وهدم البيت لعله يخاف ويرتدع وتعود علاقتنا إلي سابق عهدها ولكن شعوره بالتجاهل لم يتغير تجاهي بل زاد تعنته, وهنا أصرررت علي طلب الطلاق فوافقني علي طلبي وأخذني بمنتهي التحضر إلي المأذون وطلقني ودفع أمامي في حضور الجميع مؤخر الصداق بالتمام والكمال, وحاولت أن أضغط عليه بطلب نفقة متعة لعله يتراجع عن الطلاق فوافق أيضا وكتبنا عقد اتفاق بالتزامه بجميع متطلبات ابنه من مأكل وملبس ومدرسة في مقابل أن يراه يومين في الأسبوع ويقضي معه الإجازات.
وعرض علي أن أقيم في شقة الزوجية ويكتبها باسم ابننا ولكنني رفضت لمجرد أنها في عمارة أهله, واستأجرت شقة أخري مجاورة لهم.
وبعد ذلك علمت أنه تزوج من أخري وأنجب منها بنتا تشبه ابني في الشكل فجن جنوني, وذهبت إلي منطقة سكنهم, وقلت لكل الناس من حولهم سواء الجيران أو أصحاب المحال أن هذه السيدة سيئة السمعة وأن زوجها لا يستطيع الإنجاب, واستمر الشيطان يلعب بي حتي خلعت حجابي وابتعدت عن طريق الهداية, وأصبح كل همي هو أن أتزوج من آخر حتي أغيظه كما أغاظني وأدمر هذه الزيجة التي جعلتني أفقد صوابي وأسهر الليالي وأنا اتحسر علي ما صنعته في نفسي, وفكرت بمساعدة أمي أن أحرمه من رؤية ابنه وخالفت الشروط التي اتفقنا عليها عند الطلاق.. وبالرغم من ذلك دفع مصاريف ابنه شهورا عديدة وهو لا يراه ولم اكتف بذلك حيث رفعت عليه قضايا كثيرة حتي أتمكن من الشقة التي عرضها علي من قبل بالمعروف ورفضتها.
وبعد تفكير عميق مع نفسي فيما فعلته وجدتني قد دمرت حياتي بنفسي وخسرت احترام الناس لي فلقد علموا أنني كاذبة في كل ما ادعيته عن زوجي, وخسرت ابني أيضا الذي أصبح لا يطيقني ويلح كثيرا في الذهاب إلي أبيه للعيش معه بعد إصابته بآثار نفسية مدمرة منها التبول اللا إرادي والمشي في أثناء النوم بسبب بعده عن أبيه, ومحاولتي إخافته وبث الرعب في نفسه بأنه يكرهه وسوف يخطفه, فلقد تزوج من أخري وأنجب منها ويعيش حياة مستقرة وهادئة بعيدا عنه!.. ولكنه لم يعبأ بكلامي وحرص علي زيارة والده, وهكذا وجدتني الخاسرة الوحيدة في قصتي المؤلمة.
انني نادمة علي ما فعلته وأحكي لك قصتي هذه بعد أن استيقظ ضميري وأنصح كل زوجة أو فتاة مقبلة علي الزواج بأن تحافظ علي زوجها وأن تحمي بيتها وأقول لها ان الطلاق شيء مدمر حقا. فمهما كانت الحياة الزوجية مليئة بالمشكلات فإن مشكلات الطلاق أكبر بكثير, وقد تخسر المطلقة كل شيء ولن ينفعها الندم بعد فوات الآوان. ** أي بناء يقوم علي غير أساس متين, يصبح مهددا بالانهيار أمام أي عاصفة, وكذلك الحياة الزوجية, إذا عكر صفوها شيء لا تعود إلي هدوئها السابق, ويكون مصيرها الفشل والانفصال.
وأنت يا سيدتي لم تعكري صفو حياتك الزوجية فقط, وانما أيضا سعيت بإرادتك إلي تدميرها لأسباب غير مفهومة, ولعلك رأيت أن هجومك علي زوجك وفضح علاقتك الزوجية به أمام الناس, سوف يؤكد لهم أن العيب في تأخر الإنجاب منه وليس قصورا فيك, وحتي بعد أن أنجبت منه زاد هجومك عليه, لكيلا يقولوا إن العلاج الذي تعاطيته هو الذي ساعد علي زيادة نسبة الخصوبة لديك وإنجابك طفلك!
وكان طبيعيا والحال كذلك, أن تتوتر حياتك الزوجية, وأن يؤدي تدخل الآخرين فيها إلي تشجيعك علي طلب الانفصال لأن النار لا تحرق إلا من يمسك بها وأنت أمسكت بلهيب الشائعات, وجعلت زوجك مضغة علي كل الألسنة, ووجدت نفسك محاطة بالشكوك والأقاويل, فآثرت الانسحاب من حياة زوجك ظنا منك أنك سوف تعيشين حياة أكثر راحة, وربما تهافت عليك أزواج آخرون يرون في أنفسهم ما ليس موجودا في زوجك.
وهنا كان قراره الشجاع بالانفصال عنك بل وتلبية كل مطالبك, ثم الزواج من أخري تحفظ له قدره ومكانته.. وبرغم أنك حققت هدفك فإنك تماديت في شكوكك بأنه غير قادر علي الإنجاب, ونسيت أنك أنجبت منه!!. وإذا كنت تقصدين مما فعلته الإساءة إلي زوجته الثانية, فإن الإساءة تطولك قبلها, فلو أنه غير قادر علي الإنجاب فمن أين جاء طفلك إذن؟!
يا سيدتي عودي إلي جادة الصواب, واعلمي أنك تماديت كثيرا في الإساءة إلي زوجك السابق, وهتك أعراض الآخرين, وسوف تدور الدوائر عليك حين تشربين من الكأس نفسها عندما ينبذك من حولك وتسبحين وحدك في سفينة الحياة بلا سند ولا معين, ولا سبيل أمامك الآن سوي الإقرار بخطئك وندمك علي ما فات والتقرب إلي الله بالصبر والصلاة والدعاء إليه بأن يعفو عنك وأن يجعلك آمنة مطمئنة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله. | |
|