الممرض هو ناطور(البواب ) البناية

مع اقتراب موعد العودة إلى المدارس وازدحام الشوارع بالباصات المحشوة بالطلبة، عندي سؤال: لماذا يجرّم المجتمع والقانون المدرس الذي يقوم بتدريس دروس خصوصية بعد الدوام ويعتبره حرامي وبلا ذمة ولا ضمير؟ بينما يسمح للدكتور الجمع بين العمل الحكومي والخاص. يعني تلاقي أطباء كثر هالأيام يداومون الصبح في عيادة أو مستشفى حكومي، وفي المساء متعاونين مع عيادات خاصة، وأحياناً يكون هو صاحب العيادة الخاصة.
لو قسنا الموضوع بقياس المادة فسنجد أن أغلب الأطباء منغنغين، رواتبهم باليورو والدولار، والمدرّس المسكين راتبه على قده وأحواله كسيفة، هل تصدقون أني لين ألحين أشوف مدرس العربي اللي درّسني في الثانوية بسيارته المازدا القديمة أبودبّة موديل ٨١ إذا مو أقدم؟ لا خلاف في أنه هناك سلبيات كثيرة للدروس الخصوصية على الطلاب، لكن هذا لا يمنع أن هناك مدرسين يدرسون طلبتهم بضمير، ولا يلجؤون إلى الدروس الخصوصية إلاّ لتحسين مستوى دخلهم المتدني دون أن يؤثر هذا على وظيفته الأساسية.
مازلت أذكر مدرس الكيمياء، أخذت عنده مجموعة من الدروس الخصوصية أيام الثانوية العامة، كان يدرّسنا في الفصل بكل ضمير، ولكن كنت محتاج أدخّل بعض المعادلات الكيميائية لمخي اللي كان عاجز غالباً بسبب تكدس أكثر من ٣٠ طالب في فصل واحد، كان يرفض إنه يحدد المبلغ مقابل الدروس، وكان مصر أنه نعطيه اللي فيه النصيب، وبالفعل عطيته أنا وزملائي وحطها في جيبه بدون ما يحسبها، وإلى فترة قصيرة جميع من أعرفهم ممن درسهم هذا المدرس يذكرونه بالخير حتى اللي ما خذوا دروس خصوصية.
أما في القطاع الصحي فالأمر عجيب وغريب، تروح عند الدكتور في المستشفى الحكومي الصبح يكشف عليك بسرعة قبل لا يطلب منك تراجعه في عيادته الخاصة المساء، بحجة عدم توفر الأجهزة في المستشفى الحكومي، أو بحجة طول المواعيد والزحمة، وأنت يا المريض المسكين تروح له بحسن نية، قبل لا تتفاجأ إنه رأس مال هالأخصائي غرفة صغيرة فيها سرير وطاولة وممرضة، أما التشخيص فهو واحد، وما في لا أجهزة و لا هم يحزنون، وفي أحيان كثيرة الممرض هو ناطور البناية شغال بمبدأ البارت تايم، شفته بعيني عند دكتور يقوم بعمليات الختان.
أعرف دكتور، من الصبح للساعة ٤ المساء في مستشفى حكومي، في الطريق يأكل سندويشة قبل لا يروح لعيادته الخاصة، ويقعد فيها لين نص الليل، وفي الويكند يروح يطّقّس على البيزنس ماله في المقاولات ومواد البناء. يا ترى وين قسم أبوقراط من دكاترة هالأيام الخصوصيين؟

» حافظت علي شرفها حتي الموت.. ابن البواب فشل في اغتصاب أستاذة الطب..فمزقها ب 17 طعنة