المدير ينكت.. اضحكوا!

أحب الإنسان المرح البشوش اللي ما يسمح لهموم الدنيا بالقضاء عليه، ورفع معدلات الضغط والسكري في دمه، فدام أن الحياة حلوة والأمل بالله كبير، ليش الهم والحزن؟ لكن من الطبيعي أن تظهر شعرة معاوية كحد فاصل بين خفة الدم والدم كامل الدسم، والقليل من الناس يعرف يتحكم فيها، فيعرف متى ينكت ومتى يسكت .
مديرنا للأسف حاش هذي الشعرة بجيليت ثلاثي الشفرات، وللأسف بعد إنه محد فينا يعرف كيف يوصله هذي المعلومة، فبالله عليكم كيف تقدر تقول: "يا سعادة المدير، ترى مزحك بايخ ويرفع الضغط" إلا إذا كانت استقالتك في ايدك أو إنك مستغني عن الترقيات والعلاوات طول عمرك .ومع إني دائما أراهن على صراحتي وكرهي للمجاملات، إلا اني ألقى نفسي تلقائيا أتجاوب معاه وأضحك غصب على تنكيته اللي تشيب الراس، إلى أن جاء اليوم اللي استفاق فيه ضميري وفارت في نفسي جمرات الغضب على وضعي البائس، فعاهدت نفسي أنه لا مجاملات ولا ضحك بالغصب بعد اليوم .
وصل سعادته ونحن مجموعة واقفين، فسلم وتذكر موقف أحد زملائنا وبدأ بالتعليق عليه، تميت واقف أطالعه بدون أي تعليق أو إيحاء بقرب الضحكة مع إنه اللي معاي انفرطت دموع التماسيح عندهم من كثر الضحك، انتبه حضرته لهذا الموضوع فزاد جرعة الغلاسة شوي وبدأ يعلق أكثر، وأنا صامد بدون أي حركة، بدأ العرق يتصبب من جبيني وزادت مخاوفي من تبعات هذا الموقف الثوري، لكن المسألة مسألة مبدأ، بدأت نظرات المدير تزداد حدة، فالشرر من عينيه كان كافي إنه يصهر تماسكي، فانفلت بالضحك بطريقة هستيرية وكأني في مسرحية لعادل إمام، وكل اللي حولي مستغربين مني. خلص الموضوع خلاص وأنا مستمر في الضحك، صدقوني حاولت أوقف لكن ما أعرف ليش ما قدرت.

بقلم أحمد عمر - أبوظبي

» السكرتيرة تحتل قلب وجيب المدير