الإحسان يشمل الفرد والمجتمع والدولة والحياة بأسرها, وأنه لن تقوم تربية راشدة إلا إذا غرسنا معني الإحسان في النفوس علي أنه من محاب الله تعالي, وأن الإحسان مطلوب في جميع الأحوال والأوقات, ومن أهم الميادين التي تتجلي فيها علاقة الإحسان ما يلي:ـ
1 ـ مواجهة الملمات بالصبر عليها, قال تعالي: واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.
2 ـ مجاهدة النفس بكظم الغيظ ومحاربة الشح, وكبح شهوة الانتقام, وهذا ما تشير إليه الآية الكريمة الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين وتتضمن هذه الآية الإحسان الي المسيء بالعفو عنه, ويقول الشيخ الغزالي: كظم الغيظ مرتبة عالية, ولكن المرتبة الأعلي هي العفو عند المقدرة, وتلك درجة الإحسان.
3 ـ الحوار الفكري والتواصل الثقافي.. وقد جاء ذلك في قوله تعالي: وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم.
4 ـ التحاور بين المسلمين وأهل الكتاب, قال تعالي: ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن.
5 ـ الخصومة والخلافات, يقول الله تعالي: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن.
6 ـ معاملة اليتامي والضعفاء, يقول سبحانه: ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن.
7 ـ العلاقات الاجتماعية وخاصة ما يتعلق بتبادل التحية ورد السلام, يقول تعالي: وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها.
8 ـ العلاقات الاقتصادية يقول المولي عز وجل في قصة قارون: وأحسن كما أحسن الله إليك ويقول الله سبحانه وتعالي: وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم الي التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين.
ولقد تم الربط في هذه الآية الكريمة بين الانفاق وهو المظهر الاقتصادي للإحسان, وبين التهلكة خراب المجتمع, وسبب ذلك كما يقول الباحثون: إن المجتمعات التي تقوم علي الاستغلال والاحتكار تفرز الطبقية, وتبذر بذور الصراع الاجتماعي في الداخل, وتؤدي الي الصراعات العالمية في الخارج. وينتج عن ذلك شقاء الفريقين جميعا, المستغلون والمستغلون: فالطبقة الأولي تقع فريسة للغربة والعزلة من ناحية وفقدان المحبة وشيوع النفاق من ناحية أخري, كما أنه يتولد لديها الشعور بالخوف وعدم الأمان من ناحية ثالثة, أما طبقة المستضعفين فإنها تقع فريسة لأخطار كره الطبقات العليا المحتكرة والحقد عليها, والإحساس بالغبن والإحباط.
إن تمكن هذه الآفات الاجتماعية في كلتا الطبقتين هو التهلكة التي تشير اليها الآية الكريمة وتحذر منها, وتدعو الي معالجتها بالإحسان والإنفاق
بقلم: إبراهـيم نـافـع