خلد الله ذكر لقمان الحكيم في القرآن الكريم, ومن حكمه ومواعظه اخترنا هذه الباقة العطرة.. قال لقمان عليه السلام لابنه: يا بني إن الدنيا بحر عميق وقد غرق فيه ناس كثيرون فلتكن سفينتك فيه تقوي الله عز وجل, وحشوها الايمان بالله تعالي, وشراعها التوكل علي الله عز وجل, لعلك تنجو وما أراك ناجيا.
وعن ابن عمر قال: أخبرنا رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: إن لقمان الحكيم كان يقول إن الله إذا استودع شيئا حفظه.
وعن محمد بن واسع قال: كان لقمان يقول لابنه: يا بني اتق الله ولا تري الناس أنك تخشي الله ليكرموك بذلك وقلبك فاجر.. يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك, حيث تحيا القلوب بنور العلم كما تحيا الأرض بوابل المطر.
وعن السري بن يحيي قال: قال لقمان لابنه: يا بني إن الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك.
وعن عبيد بن عمير قال: قال لقمان لابنه وهو يعظه: يا بني اختر المجالس علي عينيك, فإذا رأيت المجلس يذكر فيه الله عز وجل, فاجلس معهم فإنك إن تك عالما ينفعك علمك, وإن تك غبيا يعلموك وإن يطلع الله عليهم برحمة تصيبك معهم, يابني لاتجلس في المجلس الذي لايذكر الله فيه فإنك إن تك عالما لاينفعك علمك, وإن تك غبيا يزيدوك غباء, وإن يطلع الله عليهم بسخط يصيبك معهم.. يا بني لا تغبط أمرءا رحب الذراعين يسفك دماء المؤمنين, فإن له عند الله قاتلا لا يموت. وعن مالك بن دينار قال: قال لقمان لابنه: يا بني اتخذ طاعة الله تجارة تأتك الأرباح من غير تجارة.
ولعل من أغلي وصايا لقمان التي أخبرنا بها المولي عز وجل قوله: ووصينا الانسان بوالديه, حملته أمه وهنا علي وهن, وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك, إلي المصير.
ويقول القرطبي رحمه الله: إن توصية الولد بالوالدين تتكرر في القرآن الكريم, وفي وصايا رسول الله عليه الصلاة والسلام, ولم ترد توصية الوالدين بالولد إلا قليلا, ذلك أن الفطرة تتكفل وحدها برعاية الوليد من والديه, فالفطرة مدفوعة إلي رعاية الجيل الناشيء لضمان امتداد الحياة, كما يريدها الله, والفطرة وحدها كفيلة بتوصية الوالدين دون وصاة.. أما الوليد فهو في حاجة إلي الوصية المكررة ليلتفت إلي الجيل الذاهب في أدبار الحياة. وما يملك
الوليد وما يبلغ أن يعوض الوالدين بعض ما بذلاه, ولو وقف عمره عليهما
بقلم: إبراهـيم نـافـع