قررت أتخلّى عن مبادئي وأتعيّن بالواسطة

بعد مارجعت من السفر، جلست بيني وبين نفسي، وقلت هالحال ما يسر لا عدو ولا صديق، لازم أتحرك وأسوّي شي، لازم أغيّر العالم وأدرس، هالكلام من تأثير سبيس تون، شفتوا وين وصل الحال؟ صرت أتأثّر بسبيس تون لأنه الحال يرثى عليها.
قررت أدرس، صحيح إني تعبت سنين وأنا أدرس بكالوريوس، بس ما فيها شي أكمل دراسات عليا وأحقق طموحاتي الثانية، فجهّزت رسالتين تزكية من بعض دكاترتي المصونين من جامعتي الموقرة، وجهزت ١٠ صور شخصية من كذا استوديو "من الملل أصور نفسي" وسيرتي الذاتية اللي قطّعتها سابقاً إرباً إرباً مع شهادتي الجامعية اللي كدّيت عشان أطلّع هالدرجات وهالمعدل اللي يرفع الراس، وأهم شي جهزت بيزاتي، ودقيت الصدر وقلت ها أنا ذا مستعدة للدراسة، لكن كالعادة، مياديفي انطحنت كثر ما أرجع بنعالا حنين، التسجيل موقّف، وفيه فترة محددة للتسجيل، وهي من شهر يناير لغاية مايو، وحضرتي بعد ما طارت الطيور بأرزاقها وبعد ما تكيّفت في سفرتي وتبرّدت، جئت لأقدّم على الدراسات العليا.
أول مرة تتعب نفسيّتي بهذه الطريقة، لا دراسة ولا وظيفة ولا تجارة. مرة استشرت أختي للوصول إلى حل، وقالت لي اتصلي بمكتب التوظيف بالواسطة، ويابت لي الساحرة رقم المكتب، ما أدري من وين طلعته، دقّيت ودقّات قلبي مع كل دقّة تزيد ومحّد يرد، بعد يومين رجع واحد يتصل من نفس الرقم وأنا من الفرحة قمت أيبّب، قلت أخيراً بتوظف، سوّيت عمري ثقيلة وردّيت على التلفون، وأول سؤال سألني من وين يبتِ هالرقم؟ رديت عليه وقلتله بربّك حصّلناه، قال انزين والمطلوب؟ قلت له يا ولد الحلال ما أبى بيت شعبي ولا مزرعة ولا صيانة للبيت ولا قرض إسكان، أبى أتوظّف، قال بكل طنازة: إنتي من أي إمارة؟ جيه ما سمعتي إن مكتب إمارتكم بيوظفكم؟ وقفل السماعة. وشكلي حد جب دبّة ماء باردة على رأسي، ووجهي احترق، ما أدري هي قفطة وإلا صدمة من هالناس؟ أخ، بس ياليت وكلمة ياليت ما تبني بيت حد منهم يقرأ مدونتي ويقول يا عفراء بوظفج والمكان اللي تبينه، ساعتها بوزّع أريج على الشعبية.
مع إني كنت من معارضين الواسطة وأحط عليها ألف خط عشان ما أقدم عليها، بس الظاهر بخالف مبادئي وبستعين بالواسطة، لأن اللي يمشي على الصراط المستقيم ما يبونه، يبون اللي يأتيهم من مآرب أخرى، وبس وصلت حدّي، أحسن آخذ تذكرة على تركيا أتبرّد لي كم من يوم وأشوف شو سالفة نور ولميس اللي مسوين على مسلسلاتهن ضجة.

» نائب رئيس الوزراء المصري: الحكومة قررت بدء الإجراءات من أجل إلغاء قانون الطوارئ