جدّات “ستايل” جديد

جدّة صديقتي لا تختلف عن باقي الجدات في طيبة قلبها وحنانها وفقدانها لجزء كبير من سمعها وذاكرتها، لقد بدأ الكبر يؤثر على عقلها، وكثيراً ما كانت تنسى مكان وضع ملابسها أو مسبحتها أو حتى دواء العيون الذي يلازمها منذ فترة طويلة.
كانت أجمل زياراتنا حين نذهب مع صديقتنا إلى منزلها ونجلس مع جدتها، نمازحها، نتحدث عن آخر صيحات الموضة والماكياج، فتشاركنا أحاديثنا في فضول ولهفة، ننطلق بالضحك والسعادة وربما أحياناً الاستغراب من معرفتها بهذه الأمور الشبابية، فتضحك وهي تردد على مسامعنا بأنها مازالت شابة، ولا تحب بأن ينعتها الآخرون بالكبر أو الخرف رغم تخطّيها الثمانين من عمرها وعدد من الأمراض التي تعانيها، أولها في العين، وثانيها في الأذن، وآخر في القلب، ورابعاً في قدمها، وخامساً في ظهرها.. ولكن هذه الأمراض لم تمنعها من تبني فكرة الأناقة والسير وراء أي موضة شبابية، فهي تظل اليوم بأكمله تحمل المرآة في يدها، تعدّل حاجبيها وترتب شعرها الأشيب، بل تحرص على صبغه، وكلما رأت واحدة من حفيداتها اشترت عطراً أو شيلةً أو عباءةً جديدة، تصر على شراء واحدة تشبهها أو قريبة الشبه منها أو أحياناً مختلفة.
تحب التغيير ولا تبقى على شكل معين أو نمط معين، كما تقوم برسم عينيها بالكحل الأسود ووضع الحنة على يديها وقدميها، إضافة إلى استخدامها البودرة والكريمات ذات الرائحة النفاذة. ورغم محاولات صديقتي وشقيقاتها نصحها ومحاولة إبعادها عن هذا الطريق الذي لا يلائمها أو البحث لها عن زوج مناسب يصبح أنيساً لها في أواخر عمرها، فإنها كانت تصر على رفضها هذه المقترحات، وترفض تشبيهها بجدّات أيام زمان أو أنها دقّة قديمة، حتى بالنسبة لبرامجها المفضلة، فالمسلسلات التركية على القائمة. أحياناً أقوم بزيارتها فأجدها مع بعض النساء متصابية في جلستها، تتحدث عن مهند وكأنه فارس أحلامها القادم، وتتحسر على أيام عمرها الماضية

» حتي لا تنصب الويندوز من جديد
» Registry Repair Wizard 2009 v6.02 لأصلاح الريجسترى وتسريع اداء النظام ... أصدار جديد