مصر عامرة برجال الاعمالالشرفاء

قال صديقي (في سخرية': أرايت الي ما يفعله رجال الاعمال من مغامرات عاطفية يندي لها الجبين؟
قلت: وهل يمكن لرجل اعمال واحد ان يسيء لكل رجال الاعمال، ويشوه سمعتهم وصورتهم عند الناس؟
قال: لو كان واحد فقط لهان الامر.. ولكنهم كثيرون!!
قلت: ياصديقي الكثيرون هم الشرفاء، والقلة القليلة هم المنحرفون.. وهذا ما يحدث في كل المجتمعات..
قال:هل تذكر فلان رجل الاعمال الذي تزوج من فنانة عدة شهور ثم تركها بعد ان دفع لها الملايين وفلان الذي إقترن إسمه براقصة مشهورة، وذاع صيته في كل مكان، وبيعت الأشرطة التي تصوره معها في أوضاع مخلة بالاداب في الاسواق.. وغيره.. وغيره!!
قلت: أنا معك في كل ما تقول.. ولكن ما يغيب عنك وعن الكثير من الناس أن في مصر رجال اعمال كبار وناجحين يعدون بالآلاف، ولكنهم لا يظهرون علي الساحة، ويفضلون العمل في صمت، وبعيدا عن الاضواء.. وهم يشكلون عصب الاقتصاد القومي، وعموده الفقري.
قال: ولكن رجال الاعمال الذين نعرفهم يعدون علي الاصابع، وتكتب عنهم الصحف يوميا، ونري صورهم، ونعرف تحركاتهم من اجهزة الاعلام المختلفة، ومن صحف المعارضة التي لا تكف عن توجيه النقد اليهم.
قلت: هؤلاء هم رجال الاعمال الذين يمارسون العمل السياسي.. ويتطلعون الي المناصب القيادية في الدولة.. والوصول الي صداقة اصحاب السلطان لاهداف يسعون اليها، ومع ذلك لاغبار عليهم ولا يمكن ان نوجه لاحدهم ما يسئ اليه ما دمنا لا نملك الدليل.
قال: أنت ستجعلني اصاب بالجنون.. إذن.. كل رجال الاعمال في نظرك شرفاء؟
قلت: أنا لم أقل ذلك فقد اتفقت معك ان بعضهم منحرفون.. وذكرت انت امثلة لهم، ولم أعترض.. ولا تنسي ايضا ان القضاء لم يقل كلمته في القضية بعد .
قال: ولكن هل من حق رجل الاعمال الذي وضع الناس ثقتهم فيه وفي مشروعاته ان يخدعهم ويخيب ظنهم، وينفق في بذخ الاموال التي جمعها منهم، والقروض التي حصل عليها من البنوك، علي المجون واللهو الرخيص، ومصاحبة العاهرات، والبحث عن المتع والملذات، بمنتهي الاستهتار مضحيا بسمعته، وسمعة بلده؟
قلت: أي رجل اعمال ناجح يعتبر أحد رموز مصر، ويحظي من الدولة والناس بكل التقدير والاحترام، وهذا نتيجة طبيعية لاعماله ومساهمته في تنمية وطنه وتقدمه، كما أن إسمه ووضعه الاجتماعي ليسا ملكا له، إنما هما ملك للوطن والشعب، لأنهما المصدر لما يحظي به من إحترام وتقدير، ومصدر ثروته ايضا.. ومن واجبه ان يحافظ عليهما بكل ما أوتي من إرادة.. ومهما بلغت الإغراءات.
قال: وإذا اخل رجل الاعمال بكل هذه القيم، واستهان بثقة الناس به واحترامهم له وانساق وراء ملذاته وشهواته.. وأنفق الملايين علي المجون.. وأضر بمصالح الناس، وسمعة وطنه؟
قلت: استحق احتقار المجتمع، وانصراف الناس عنه، وتوقيع ما تراه العدالة من عقاب يكون رادعا له ولأمثاله من المنحرفين والماجنين.
قال: لا حديث للناس هذه الأيام سوي الإتهام الخطير الموجه لرجل الأعمال المعروف.. وأرجو الا يفقدوا الثقة في باقي رجال الاعمال.. إنه لشئ محزن حقا.
قلت: لا تحزن ياصديقي أن مصر والحمد لله عامرة برجال الاعمال الشرفاء، ولن يؤثر في سمعة رجال الاعمال أو في مسيرة التنمية والاصلاح رجل اعمال واحد او اثنين او ثلاثة انحرفوا عن الطريق الصحيح.. فهناك الالاف يتقدمون = بشرف  الي الأمام.. وفي الطريق الصحيح