Hamad مشرف عام
عدد الرسائل : 569 متميز : 0 نقاط : 6400 تاريخ التسجيل : 21/08/2008
| موضوع: السمع مسئولا الأحد 7 سبتمبر - 8:59:30 | |
| إذا كان السمع مسئولا طوال العام كما في قوله تعالي: إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا, فإن مسئولية الإنسان عنه في رمضان أوقع وانتهاكه لحرمته أشنع, قال جابر ــ رضي الله عنه: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن المحارم ومحرمات السماع هي الاستماع لكلمات الكفر وعبارات العصيان, وقد جعل الله حفظ السمع من أخص صفات المؤمنين
ففي الصفات العشر التي وصف بها المؤمنين في سورة المؤمنون يأتي الأعراض عن اللغو في المرتبة الثانية مباشرة بعد الخشوع في الصلاة, حيث قال الله ــ عز وجل ــ قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون لأن سماع الشر يضيع رصيد القلب من سماع الخير... قال تعالي مزكيا فعل من طهروا أسماعهم: وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين.
وسماع القرآن عبادة عظيمة تنزل القرآن بالأمر بها والثناء علي أهلها, وقد قال ابن القيم ــ رحمه الله ــ إذا أردت الانتفاع بالقرآن, فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه, وألقي سمعك واحضر حضور من يخاطبه من تكلم به سبحانه, فإنه خطاب منه لك علي لسان رسوله الكريم وقد أمر الله المؤمنين بأن يحسنوا استماع كلامه في قوله ــ عز وجل: ــ إذا قريء القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون وهو تشريف لتلك الأسماع وتطهير لها
وهذه الاسماع نفسها نعمة كبري تحتاج إلي امتنان وتوجب الشكر والعرفان قال تعالي: وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون وشكر الله تعالي علي نعمة السمع يكون بقصره علي الخير, ومنعه من الشر, ورمضان مجال رحب للإنصات والاستماع لما أوجبه الله ورسوله عليه, وقراءة القرآن واستماع كل ما يحبه الله, ومن فضل القرآن قال القرطبي ــ رحمه الله ــ إنه كلام رب العالمين... كلام من ليس كمثله شيء, فهو من نور ذاته ــ عز وجل ــ وأن الله رزق عباده من القوة علي حمله ما شاء أن يرزقهم فضلا منه ورحمة, وهو القائل: لو أنزلنا هذا القرآن علي جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله.
والقرآن الكريم كله كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, ومن أنعم الله عليه بقراءته كله أو حفظه كله, فتلك هي الغاية العليا, والمنزلة السامية, أما إذا لم يتيسر ذلك, فإن الله ــ عز وجل ــ لم يحرم غير القادر أو غير المستطيع, وجعل لقراءة بعض السور أو الآيات من الثواب الجزيل والأجر العظيم ما يطيب به خاطر القاريء, ويجعله مطمئنا إلي سعة رحمة الله تعالي وعظيم فضله. بقلم: إبراهـيم نـافـع | |
|