لغز مقتل العروس هدي
بداية قصتنا في احد احياء كرخ بغداد في يوم ربيعي بهيج من شهر اذار (مارس) من عام 2001 م والكل سعيد ومستعد لحفل زفاف احمد وهدى لكن الاقدار كان تخبىء شيء اخر لم يكن احد يتوقعه من حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر اصطفت الكراسي امام بيت العريس احمد كانت البسمة ملىء فمه فهو سيتزوج بمن احبها وسيتحقق حلمه اذ سيضمهما اخيرا سقف بيت واحد لقد احبا كلا من احمد وهدى بعضيهما منذ الصغر بدأ كحب طفولة لكونهما جيران وبعد ان نضجا نضج الحب معهما وكبر كان مايفصل بين بيت احمد وحبيبته هدى ثلاثة بيوت فقط خطبها مباشرة بعد اكماله الخدمة العسكرية ولكونه خريج جامعة فبعد انهاءه الخدمة تم تعينه ومع تسلم اول راتب وحصل كل شيء سريعاً فلم يفصل مابين الخطبة وزواجهما سوى ثلاثة اسابيع فقط لاغير اذ كان احمد قد اعد كل لوازم الزواج قبل الخطبة بفترة حتى غرفة النوم وتوابعها وذلك بمساعدة والده الذي تكفل الناحية المادية وبالمقابل كانت هدى قمة في الجمال ذات طباع هادئة يكسو الخجل وجهها انقطعت لفترة طويلة عن رؤية احمد اذ كانا لايشاهدان بعضهما الا عند الخروج صباحا للدوام فيتبادلان النظرات الخجولة خلسة وشاءت الصدف ان يكملا دراستهما في نفس الجامعة مع اختلاف الكليات لكن كانت هدى ترفض ان يزورها احمد في كليتها حفاظاً على سمعتها وسط زملاءها لكن الان سيتحقق الحلم الذي انتظراه طويلاً !
كان كل شيء يسير بهدوء وسلام رغم صخب المحتفلين لحفلة الزفاف تم عمل (الكوشة) امام بيت احمد كانت اصوات الزغاريد تملىء المنطقة خرج العريس بكامل اناقته وبقيت العروس في بيت اهلها تحتفل بها قريباتها وقريبات احمد حتى حانت ساعة خروجها لتجلس وسط الكوشة كانت هدى تبهر الانظار بجمالها رغم حجابها ورغم ان زينتها لم تكن مبهرجة جلست والى جوارها احمد كانا يتبادلان الابتسامات بخجل وينتظران لحظة انفرادهما ببعضهما وعلى سنة الله ورسوله وسط كل ذلك دوى صوت اطلاقة نارية صكت اسماع الجميع الذي تفرقوا يمنة ويسرى لكن الصدمة والكارثة ان تلك الاطلاقة التي لم يعرفوا مصدرها قد اصابت العروس هدى في قلبها تجمع الحضور حول هدى الغارقة بدماءها وهي تنازع الموت اما احمد فلم يصدق ما رأته عيناه بالبداية تسمر بمكانه ولم يتحرك وكأن على رأسه الطير بعد لحظات حضن هدى وبكى مثلما لم يبكي طيلة حياته اسرع اخو هدى الى سيارته للاسراع بأخته الى اقرب مستشفى فهي بعد لم تفارق الحياة تم وضع هدى في المقعد الخلفي للسيارة كانت لاتزال تنازع وشفتاها تتحرك بما لم يفهمهُ احد وضع احمد رأسها في حجره ودموعه لازالت تسيل وتسقط على وجه هدى في الطريق للمستشفى وتحديداً عند البوابة الخارجية للمستشفى لفظت هدى انفاسها الاخيرة عندها انهار احمد واصبح كالمجنون مزق حتى قميصه والذي تلطخ من دم العروس هدى تم اخذ الجثة الى المشرحة من اجل استخراج العيار الناري لتحديد نوعه على وجه الدقة لعل ذلك يقدم المساعدة للمحقيقين للكشف عن المجرم الحقيقي وبيان السبب وراء ارتكابه لهذهِ الجريمة المروعة وما الدافع لذلك وهذا ما سنعرفهُ عند تكملة القصة ان شاء الله ... !
الجزء الثاني
في صباح اليوم التالي لم يتم تسليم جثمان هدى لاهلها كما هو متوقع وانما تم تسليم الجثمان بعد 48 ساعة من ذلك وتم تبليغ ذويها ان هذا هو الاجراء الروتيني المتبع !
توجه اهل هدى واصر احمد الذي كان بوضع مزري جدا على التوجه معهم للمقبرة كان اهلها متأثرين جدا لكن مع هذا كان وضعهم لايقارن بأحمد الذي فقد حتى القدرة على الكلام كان صامتاً تماماً فقط كانت عيناهُ تتكلمان حيث لم يتوقف على البكاء طيلة وجودهم في المقبرة !
لكن من يلومه لا احد فقد كان الموقف صعباً فعلا والمصائب تهد حتى اقوى الرجال فكيف بأحمد صاحب الاحساس المرهف مضت ايام على حادثة مقتل هدى وانتهى مجلس العزاء وحتى الان لم تصل الشرطة رغم التحقيقات للجاني لكن فوق الجميع هناك رب رقيب حسيب ولابد ان تكشف الاحداث ويُعرف الجاني !
كانت غرفة هدى والتي تجمعها بأنعام في بيت اهلها في الطابق العلوي لكن الى الان لم يجرؤ احد من اشقاءها الثلاثة اوشقيقتيها او احلام المتزوجة اوانعام التي لم تنم في الغرفة منذُ مصرع هدى بل انها لم تدخل الغرفة اصلا
لكن بعد نحو اسبوع قررت انعام دخول الغرفة اما الام فكانت مذهولة من كل ما جرى وحالها كحال الاب المكلوم قررت انعام ان تفتح غرفة المرحومة هدى لتسترجع ذكرياتها معها فهي لاتستطيع البكاء كما تريد امام امها المريضة والتي هدها مصاب هدى دخلت انعام واقفلت عليها الباب وبكت مثلما لم تبكي حتى حين جاؤوا بجثمان هدى للبيت بعد ذلك اخرجت انعام البوم الصور وشاهدت صورهما معا هي واختها هدى ضحكاتهما وذكرياتهما المشتركة اذ كان الفاصل العمري بينهما سنتان فقط !
قامت انعام باستخراج احدى الصور من الالبوم اذ ارادت تقبيل اختها وهنا وجدت تحت الصورة رسالة كانت عينا انعام مليئتان بالدموع فلم تستطع قراءة الكتابة نشفت دموعها بكفيها وقرأت الرسالة فهالها ما قرأت اخرس لسانها فلم تستطع ان تتحرك لهول الصدمة بسبب فحوى الرسالة !
..
جزء الثالث والاخير
وها قد وصلنا للنهاية لتتعرفون على اللغز الحقيقي وراء مقتلها واليكم تفاصيل ذلك
👇
انها رسالة من سعد نعم من سعد انهُ جارهم في الشارع المقابل والذي تقدم لخطبة هدى قبل سنتين ولكن هدى واهلها رفضوه في حينها فبعد اخذ رأي هدى في حينها قالت انها تريد استكمال دراستها ولا تفكر بالزواج الان لكن ماهو فحوى الرسالة لقد كانت عبارة عن تهديد صريح بالقتل ان اتممت هدى فكرة زواجها من احمد وكان تأريخ الرسالة ما قبل العرس بنحو اسبوعين !
وفي الرسالة ذكر سعد بأنه يحبها اي (هدى) حب جنوني وهو لايعرف لماذا تصده ولماذا لاتبادله نفس المشاعر وهل ينقصهُ شي لتحب غيره وهل احمد افضل منهُ لتفضلهً عليه ويبدو ان هدى اخذت تهديد سعد على انهُ مجرد تهديد لا اكثر لن يقدم او يؤخر اسرعت انعام للاتصال بشقيقها الاكبر وطالبتهُ بالحضور للبيت فورا حضر الاخ بسرعة لكن قرر الانتقام لاخته بنفسه بعد ما اخبرته الاخت بفحوى الرسالة لكن وسط توسلات الام التي لاتريد ان تفقد ولد الى جانب ابنتها هدى التي فقدتها قرر الاخ اخذ الرسالة الى مركز الشرطة المسؤول عن التحقيق بمقتل هدى من اجل فتح التحقيق من جديد فقد كان التحقيق على وشك الانتهاء وبدون نتيجة وكانت الجريمة ستقيد ضد مجهول !
فوراً قامت الشرطة بأستدعاء سعد الذي انكر صلتهُ بالموضوع وان كل مافي الموضوع هو مجرد تشابه اسماء ليس الا فهناك الف سعد غيره لكن تم استدعاء خبير الخطوط وتم التأكد وظهر ان خطه متطابق مع خط من كتب الرسالة وهنا انهار سعد وبدأ بسرد القصة وتبين انهُ وقبل نحو اسبوعين وصل خبر خطبة هدى من قبل احمد وهنا فار الدم بعروق سعد وهاج وماج وقرر الانتقام لكرامته فهدى كانت قد رفضتهً قبل عامين ولازال الموضوع يشكل هاجساً مزعجاً لهُ حتى انهُ لم يتقدم لخطبة فتاة اخرى خوفاً من نفس النتيجة وهنا قرر كتابة رسالة التهديد لهدى لكن المشكلة كيف سيتمكن من ايصال الرسالة لهدى التي لاتغادر البيت الا نادرا !
بعد ايام من كتابته الرسالة شاهد سعد هدى تدخل الى الاسواق الواقعة امام منزل سعد كانت الاسواق عبارة عن سوبر ماركت كبير خاص باللوازم المنزلية كانت هدى تشتري منه بعض مستلزمات الزواج البيتية وكانت بصحبة شقيقتها دخل سعد الاسواق بحجة التسوق وبينما كنت اختها تتكلم مع البائع دس سعد الرسالة بيد هدى والتي اصفر لونها على حد قول سعد وتجمدت بمكانها ثم خرج سعد متظاهرا انهُ لم يجد السلعة التي يبحث عنها هدى لم تخبر احد بالرسالة التي وضعتها داخل حقيبتها وشاء القدر ان لا تتخلص منها بعد قراءتها لتكشف خيوط الجريمة فيما بعد تم احالة اوراق سعد الى محكمة جنايات الكرخ والتي حكمت بأعدامه شنقاً وتم تنفيذ الحكم قبل احتلال بغداد بحوالي 9 شهور لما سولت يداه بقتل انسانة بريئة كل ذنبها انها رفضتهُ !