تعميق التشابه بين التوائم‏..‏ خطأ

الدنيا كلها تستمتع بمشاهدة توءمين جميلين في كل شيء ومتطابقي الملامح وقد تلجأ الأم للتعبير عن فرحتها بالتوءم إلي حد حرصها علي أن يتشابها أيضا في الملابس وفي المظهر العام‏.‏

وقد أكد علماء النفس أن هذا الأمر وإن كان يبدو لونا من ألوان التسلية والترفيه إلا أن له تأثيرا سلبيا علي مستقبل الطفلين وهذا ما كشفته الأبحاث التي أجريت علي عدد من التوائم الكبار من خلال تعقب حياتهم منذ الطفولة المبكرة حتي مرحلة متقدمة من العمر وأظهرت النتائج أن ارتداء الملابس المتشابهة بعد سن الثالثة يشكل خطرا علي الشخصية‏.‏

وتري الدكتورة عزيزة السيد أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر أن تربية التوءم باعتبارهما شخصا واحدا تنطوي علي المخاطرة حيث ينمو مع كل منهما احساس التوءم واحتماء كل منهما في الآخر ومع ذلك فلابد من عدم التفرقة بينهما في التعامل لأن ذلك يولد الكراهية بين الاخوين والتعامل مع كل منهما بشكل متساو مع الآخر‏.‏

وقد أثبتت الأبحاث أن التوءمين اللذين تقتضي ظروف الحياة التفرقة بينهما في المستقبل سواء بسبب الزواج أو العمل أو السفر يواجه كل منهما مصاعب شديدة في حياته بسبب اعتماده علي الآخر الذي يكمله‏.‏ لذلك يجب علي أم التوءم الحرص علي ألا يتشابها في الملبس والمظهر وأن تترك لكل منهما اختيار لعبته وهوايته وتشجعه علي ذلك‏.‏

ويجب أن يتذكر الوالدان أن التوءم يشكلان وحدة ثنائية يصعب تفريقها وهذه الثنائية تجعل الطفل في غني عن العلاقات الخارجية التي قد تكون محورا حياتيا مهما له مما يؤدي إلي مواجهة العديد من المشاكل في المستقبل عندما يفكر في الاستقلالية عن الآخر‏.‏

أما عن كيفية التعامل مع التوءم فيجب علي الوالدين‏:‏

ـ مناداة كل منهما باسمه حتي يتعرف كل منهما علي شخصيته منذ الطفولة‏.‏

تجنب استخدام الثياب المتشابهة للتوءم‏.‏

ـ كثير من الأمهات يضعن التوءم في سرير واحد والأصح أن ينام كل منهما في سرير مستقل فهذا له أثر نفسي مهم كما أن بكاء أحدهما يؤدي إلي بكاء الآخر إذا كانا ينامان معا أما إذا انفصلا فهذه المشكلة تقل إلي حد كبير‏.‏

ـ منح الوالدين أوقاتا مختلفة للعب مع كل منهما منفردا حتي يستطيع التعبير عن ذاته‏.‏

ـ عدم تركيز اهتمام الأم علي أحدهما واهتمام الأب علي توءمه لأن كلا منهما بحاجة إلي الوالدين معا‏.‏