مسيرة ورا وحدة حطت مكياج

الله يرحم أيام أول، تلاقي الجار فيهم يعرف عاشر جار، والياهل إذا ضاع عن بيته يكفي إنه يقول فلان ولد فلان، ويحصّل ألف واحد يعرف أبوه ويوصله بكل سهوله لبيته، بس اليوم الجار يالله يالله يعرف جاره اللي بابه في الباب، يسلّم عليه إذا شافه بالصدفة، وإذا واحد من الصغارية ضاع عليه السلام، يعني هو وحظّه يلقونه ولا لأ، أو حد ينتبه له إنه ضايع.
الشوارع زمان كانت فاضية، وتحصّل فيها كمّن سيارة مفلعة، يعني من كثر ما الشوارع فاضية تحس الشارع شرْح وواسع، وتقدر تعبره بدون ما تلتفت يمين أو يسار.
الجرائم كانت بسيطة من اعتداء بالضرب والشتم، ونادر ما نشوفها معروضة في الجرايد، ويوم استوت جريمة اغتصاب لبنت، الشعب قام وما سكت لين ما اعدموه وخلّوه عبرة، واليوم في الجرايد جرايم مخيفة أكثر واغتصابات ومخدرات والناس ساكتة وعقوبتهم بين غرامة وسجن وإبعاد.
الراتب كان بين ٤٠٠٠ و ٥٠٠٠ درهم وفيها بركة، كان رب العائلة يمشّيه الراتب ويزيد، يعني يصرف على عائلة كبيرة، لا.. ويقدر يجمّع منه مبلغ للمستقبل، بس اليوم الرواتب خيالية والأسعار خرافية، والشخص يعيش ويموت مديون عشان يأكّل عائلته المكونة من ثلاث أشخاص.
الحريم كانوا متسترات، والبنات محتشمات، وإذا وحدة حطّت شوي مكياج وفكرت تطلّع شعرتين من قصّتها في السوق، سوّوا الشباب وراها مسيرة لين ما يوصلونها بيتها، بس اليوم البنت شو مالبست وتبرجت ولا حد يعبّرها لا في السناتر ولا الأسواق، لأن الشباب شبعانين من اللي محصلينه.